الاحتمال الأول:
ذهب فلاسفة الغرب والشرق الملحد إلى الاحتمال الأول، وتصوروا أن الدنيا مسرحية هزلية.
وسبب هذا التصورت بأنها متكاملة، ولم يربطوا بينها وبين الآخرة.
ونحن المسلمون، نرفض هذا التصور، رفضاً مطلقاً، لأن إيماننا بكمال الله، يمنع من نسبة الهزل إليه سبحانه والقرآن الكريم قد وضح هذا الأمر، قال تعالى: (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (١٦) لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ)
فهو سبحانه ليس لاعبا بخلق الكون. ولو أراد مدبر الكون أن يعبث حاش لله فلن يعبث بمشاعرنا. لأنه خلق البشر، وخلق لهم المشاعر، ليتعرفوا على كرمه، فيعبدوه حبًّا، ويقدسوه إجلالا.
(لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا)
أي من عندنا، بعيدا عن مشاعركم، ومصائركم، ولكن الله سبحانه منزه عن ذلك علوا كبيراً، لذلك قال: (إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ)
والآية الكريمة ترد على دعوة الذين يتصورون الدنيا مسرحية هازلة، أو مسرحية الفصل الواحد.
الاحتمال الثاني:
هل يستوي الظالم والمظلوم؟
الدارس للقرآن الكريم، يدرك أن استواء الظالم والمظلوم في الموت ليس اتحادا لمصيرهم. لأن الموت بداية لمحكمة العدل المطلق، قال تعالى: