الدعاء... مظهر للروح:
كل مؤمن يلجأ بدعائة إلى من يعبده.
وقد توارثت البشرية فكرة الدعاء عندما أدركت جدواه، فالشيء الذي لا جدوى له ينقرض وينسى.
والسؤال هل الدعاء مجرد كلمات يرددها اللسان فتتحقق بها الآمال؟
الواقع غير هذا، فالدعاء المقبول هو نداء استغاثة يرسل عن طريق الروح ولابد فيه من الضرورة الدافعة إليه لأن الله سبحانه يجيب المضر إذا دعاه ولابد من الضرورة لأن الضرورة توقظ الروح وتسبب التركيز على الشيء الذي ندعوا به، فلا تتداخل أغراض أخرى في الدعاء تقلل من التركيز على وحدة الهدف.
والدعاء ليس كلمات يرددها لسان أو يرسلها قلب غافل، فالله سبحانه لا يستجيب من قلب غافل، ولأن الغفلة تتنافى مع شروط الدعاء - أعنى الضروة والتركيز - ولكن الدعاء استحضار لقوة الروح، ومحاولة لدفع الحاجة بأعلى قوة روحية، من هنا كانت دعوة المظلوم لا ترد يرفعها الله فوق الغمام ويفتح لها أبواب السماء، ويقول الرب وعزتي وجلالي لأنصرنَّك ولو بعد حين.
والشيء الذي يترك النفوس حائرة أن أكثر الذين يدعون في الشدائد يتوجهون بدعائهم لغير الله من قبور الأنبياء والصالحين والقديسين فما سر استجابة دعائهم؟
ربما يقال أنهم يتوجهون إلى الله عن طريق هؤلاء الصالحين فما الرأي في الذين يتوجهون في الدعاء إلى صنم بوذا، أو بقرة الهندوس، ومع ذلك يرفع دعائهم ويستجاب؟
إن أصناف الأميين في القرية يكتبون في الرسائل ما يريدون ويتركون كتاب العنوان يكتبه غيرهم ليصحح مسيرة الرسالة


الصفحة التالية
Icon