ولو درسنا سلوك الحيوان، لوجدنا أن الله سبحانه خلق له صمامات عضوية تحدد الحاجة، والإشباع. فأنثى الحيوان تستغنى عن الذكر بمجرد حدوث الحمل.
أما الإنسان فقد خلا تكوينه العضوي من مثل هذه الصمامات فلا بد من ضوابط عقلية، ومعنوية، وإلا كان الإنسان أحط درجة من الحيوان..
فما هى هذه الضوابط؟
هل يترك لنداء الضمير؟
أو يحاول التسامي الفلسفى؟
أو نتركه لقانون العقوبات؟
وسوف نناقش هذه الأمور الثلاثة في إيجاز..
الضمير البشري:
عرف الإسلام الضمير البشري، وقدر رسالته، في حياة الإنسان وأطلق عليه القرآن: (بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ)
وبلغ من شرفها، أن الله سبحانه أقسم بها في القرآن الكريم، قال تعالى: (لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (١) وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ)
ولكن الذي يعنينى هنا، هل يكفي الضمير البشري في زجر الإنسان؟ وهل يغني الضمير عن عقيدة البعث؟
قلت في كتابى (هذا نبيك يا ولدي) ص ٢٣ ط ٢: إن الدعوة إلى إحلال الضمير الأخلاقي، محل عقيدة البعث، فكرة ابتدعها علماء الاجتماع في أوروبا عندما ثارت أوروبا على الكنيسة، ورجالها، ولاحظوا أن الشباب ينطلق بلا ضوابط وأن مستقبله في خطر.
ولكن الضمير الأخلاقي مع أهميته لا يعني أبدا أن نستغني عن الآخرة، لأن الضمير الأخلاقي يتأثر في تكوينه بالبيئة التي يتربى فيها