إن صوت الروح يعلوا كل نداء.
يقول أحدهم: نحن نشعر بلذة لو شعر بها الملوك لحاربونا عليها بالسهام.
ونحن الآن حصيلتنا من المعارف الدينية موفورة. ولكن نعاني خواء روحياً.
ما سرُّ ذلك؟ ما سرُّ البرود الروحى عند كثير من المتدينين؟
هل السبب هو المنهج (البدوي) الذي يدرس به الإسلام للشباب.
إنَّ كثير من الدعاة انشغلوا بتصحيح الانحرافات الفكرية ومقاومة البدع.
عن تغذية الروح، فنتج جيل من الشباب المتدين تلمس في عقله الذكاء وفى علمه سعة، وفى قوله بلاغة، ولكنه بارد الأنفاس، بادي الجفوة، غليظ القلب.
وقد أدرك الإمام الأكبر الشيخ محمود شلتوت أن الجانب العقلى وحده لا يكفى لبناء المسلم، بل لابد من العنصر الروحى.
إنَّ الخليل إبراهيم وولده اسماعيل - عليهما السلام - أدركا أن تعليم الكتاب والحكمة لا يكفى في إصلاح الأمم وإسعادها.
حتى يقترن بالتربية على الفضائل، والحمل على العمل الصالح عن طريق يوجب احترامه وتقديسه من القلب.
ويشعر الوجدان بقوته، فقال إبراهيم وإسماعيل:
(رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
فلابد من تعليم الكتاب والحكمة.
ولكن التزكية للنفس والعمل الدائم على تطهيرها ضرورة أكبر.
وقد استجاب الله لإبراهيم وأرسل نبينا - صلى الله عليه وسلم.


الصفحة التالية
Icon