والأرض أقرب إلى الخراب لأنها جحيم مستعر، لا يحجب شرها عن الناس سوى قشرة أرضية رقيقة، إن تحركت كان الزلزال المدمِّر، وإن انشقت كانت البراكين.
والعالم أمام خطر الزلزال اليوم، كالطبيب الذي يشهد احتضار ولده، يريد أن يفعل أي شيء، ولكنه لا يستطيع فالسماء فوقنا تهددنا بالخطر، والأرض تحت أقدامنا أشد اشتعالا، ولولا تذليل الله لها، لهلك الكون.
قال تعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (١٥) أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ (١٦) أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ)
فسفينة الحياة في جو عاصف، وأمانها الوحيد بيد الله
وحده وهو سبحانه يَمُنُّ بالأمن.
رأي الفلاسفة:
عرفنا تأكيد القرآن لحتمية التغيير في الكون ونحبُّ أن نعرف رأي الفلاسفة في هذا التغيير..
يعتقد الفلاسفة بأزلية الكون، وأبديته..
فعقولهم مع سعتها لم تتصور إمكان حدوث فناء الكون، وبنوا على ذلك عقيدتهم.
يقول الإسكندر الأفرودسى تلميذ أرسطو:
ولما لم يكن يحيط بالفلك شيء آخر، ولا كان الزمان جاريا عليه، لم يجز أن يفسد الفلك (أي لا يجوز فناؤه) وقد سار الفلاسفة المسلمون أيضا على هذا الرأي وقد تصدى لهم الإمام الغزالي في كتابه (تهافت الفلاسفة) وأبطل دعواهم،