إنَّ الوزير مقرب من الملك بمقدار قيامه بأعباء عمله، فقربه من الملك بمقدار تحمل المسؤلية.
أما ضيوف الملك فمقربون عنده للتكريم.
هذا.. ولله المثل الأعلى: (ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (١٣) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ)
من هم الأولون؟
هل هم أتباع الأنبياء السابقين؟
أم هم عظماء السلف من أمة محمد - ﷺ -؟
إنَّ عدد الأنبياء كبير ولكل نبى أتباع فيجوز أن تكون الكثرة الفائزة بالسبق من أتباع الأنبياء جميعا، والقلة من أمة محمد - ﷺ -.
ويجوز أن تكون السلة الفائزة من الأولين السابقين إلى الإسلام ويكون السبق زمانيا، والقليل من خلف الأمة، لأن مرور الزمن وضعف النفوس، جعل عدد المقربين من خلف الأمة قليل.
نعيم المقربين:
ذكرت السورة الكريمة جانبا من نعيم المقربين، يظهر فيه الترف كما ذكرت نعيم أصحاب اليمين، وهو نعيم دون نعيم المقربين كما سنعرف من دراستنا، أما سورة الرحمن ففصلتْ الفارق بين النعيمين تفصيلا يحسن ذكره.
المقربون: (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ)
أصحاب اليمين: (وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ)
فهما دون الجنتين السابقتين، وهذا ما يعلم لأول وهلة من النص الكريم


الصفحة التالية
Icon