أما سورة الرعد فتذكر اجتماع الأسرة الطاهرة، وتبين حفاوة الملآئكة بهم، تكريما لجهادهم وصبرهم على تكاليف الحق.
إنَّ الملآئكة قد خلت عبادتهم من الصراع الداخلى، فهم يعبدون الله بما يوافق رغباتهم. بخلاف الإنسان، فإنه الكائن الوحيد الذي يعبد الله بعكس ما عليه رغباته.
ومن هنا كان الثواب والعقاب.
وقد أدركت الملآئكة هذا المعنى في عبادتنا فأكبرته. جاء في سورة الرعد: (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (٢٣) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى
الدَّارِ).
وبعد إنَّ مجموع آيات القرآن في موضوع الزوجات الخالدات يؤكد أن النساء في الجنة نوعان.
النوع الأول: الحور العين.
النوع الثانى: زوجات الدنيا الصالحات بعد أن أعاد الله خلقهن وأنشأهن إنشاء جديداً يتناسب مع بقائهن في الجنة.
* بكارة دائمة.
* وشباب تتساوى فيه البنت مع أمِّها في السن.
* وفصاحة يعبرن بها عن حبهن لأزواجهن.
* ثم طهارة من الأنجاس والأرجاس.
وأكبر من كل شيء: رضوان من الله، وسلام عليهم من ملآئكة.
بهذا التكامل في العرض يحفظ القرآن على العقل البشرى استقامته في التصور للمغيبات، فلا يدخل عالم الغيب إلا بقنديل من صاحب الغيب. لأن صحة التصور ينشأ عنها رقى العقيدة.


الصفحة التالية
Icon