وهذا الأمر يفرض علينا أن نذكر أهم شبههم ثم نذكر ردود القرآن عليها.
إنَّ أدلة القرآن نقلية من جهة الثبوت، عقلية من ناحية الدلالة، فهى تجمع بين نوعى الدليل العقلى والنقلى.
شبهات الملاحدة ورد القرآن عليها:
لكل عصر فكر ولكن شبهة الملاحدة واحدة في كل عصر.
قد تشابه منطقهم، لتشابه قلوبهم.
قالوا الأجسام تفنى بعد الموت فالبعث يستلزم الايجاد من العدم.
فرد عليهم القرآن بذكر النشأة الأولى قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
والخلق الأول (خلق إبداع)
والخلق الثانى (خلق إرجاع)
وخلق الإرجاع أهون من خلق الإبداع في تصور العقل البشرى لذلك قال تعالى: (وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ)
أما بالنسبة لحقيقة قدرته تعالى فكل شيء عنده سواء لأنه يقول للشئ كن فيكون.
لذلك ختمت الآية بقوله تعالى: (وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)
من النطفة إلى البعث:
إن القرآن الكريم يربط دائما بين الحديث عن الأجنَّة والحديث عن البعث لأن تكوين الجنين في بطن الأم صورة من تكوين أجسادنا في رحم الأرض.
قال تعالى: (وَيَقُولُ الْإِنْسَانُ أَإِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا (٦٦) أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا)
(فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (٥) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (٦) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (٧) إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ)