ثم جاءت مؤسسة النجاشي للطباعة والنشر والتسجيلات الإسلامية لتتبنى الفكرة الثانية التي أشرنا إليها سابقاً، ألا وهي تأسيس ترجمة جديدة مستقلة بعنوان "تفسير القرآن الكريم باللغة الأمهرية".
ولا تعتمد على الترجمة القديمة إلا في نطاق مراجعها من كتب التفسير، وقد وضعت لنفسها منهجا واضحا تتبعه، وهو ذكر المعنى الإجمالي لطائفة من الآيات التي تريد ترجمتها كمدخل. ثم تقوم مباشرة بترجمة الآيات بإزاء أرقامها ثم تعود فتلخص معاني الآيات بغية زيادة الإيضاح وهكذا. وهذه خطوة أخرى انتهجتها المؤسسة لتطوير عمل الترجمة ولكن بعض الملاحظين يفضل دمجها في الترجمة في مواضعها اللائقة بدلاً من أن تكون منفصلة، ولم تزل هذه الترجمة أيضا في بداية الطريق، فقد تم حتى الآن فيما أعلم طبع جزء واحد من آخر القرآن الكريم. وهكذا نرى تحركات مكثفة لتطوير أو تغيير الترجمة إلى الأفضل. وتتفق كلها في إدخال النص العربي من القرآن الكريم بعدما كانت الترجمة القديمة خالية منه للسبب المذكور سابقا، كما أن جميعها تتعهد بترك التأويل المقيت ولكني ألاحظ في ثناياها بقايا من ذلك.
هذا وإن كانت هذه التحركات لا يستهان بها وأنها تبشر بالخير إن كتب لها الكمال، إلا أنني أتطلع إلى عمل أفضل منها بكثير.
البديل المفضل:
وإنني حينما أشيد بهذه الخطوة من الإخوة وأتمنى أن تكتمل جهودهم الطيبة حتى تعطي ثمارها، لست أزعم أنها ستكون كافية شافية، بل أقترح على الجهة المعنية التي لها خبرة واسعة وإمكانات عالية في هذا المجال مثل (مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة) أن تتبنى الموضوع وتسعى لإيجاد أفضل بديل ممكن؛ إذ إن شعب دار الهجرة الأولى يستحق مثل هذه العناية والتكريم من إخوانهم، والله نسأل أن يمن علينا وعليكم بالتوفيق والسداد وحسن الاستعداد ليوم المعاد. وصلى الله وسلم على النبي وآله وصحبه.
فهرس الموضوعات


الصفحة التالية
Icon