ثم ظهرت في القرن الثامن عشر الميلادي ترجمة لودوفيكو مراتشي التي تأثر بها كثيراً جورج سيل في ترجمته الإنجليزية لمعاني القرآن الكريم، وأثرت ترجمته في ترجمات معاني القرآن الكريم الأولى إلى عدد من اللغات وهي: الإنجليزية، والفرنسية، والألمانية، والروسية، والهولندية، والإيطالية، والألبانية، والبلغارية، والمجرية، والتشيكية.
والملامح الأبرز لهذه الترجمات هي أنها ترجمات نقدية هجومية عنونت في أغلبها بـ "قرآن محمد"، وكان لها أثر كبير في تعميق الفكر العدائي في أوروبا ضد الإسلام مما أدى بشكل أو بآخر إلى حروب الفرنجة ضد بلاد المسلمين(١).
٢. ٣- ما نستنتجه من الاستعراض التاريخي لترجمات معاني القرآن الكريم والإنجيل:

(١) تحدث العديد من الباحثين عن الترجمات التنصيرية اللاتينية الأولى لمعاني القرآن الكريم ومدى تأثيرها فيما لحق بها من الترجمات إلى اللغات الأوروبية المختلفة، وأحد أهم هذه الكتابات وأعمقها طرحاً هو كتاب د/ حسن المعايرجي، الموسوم بـ "الهيئة العالمية للقرآن الكريم: ضرورة للدعوة والتبليغ"، ص٢٨-٦٨.
ومن المحطات المهمة أيضاً محاولة إحلال ترجمة معاني القرآن الكريم إلى التركية بدلاُ من القرآن في الصلاة، ونتج عن هذا جدل واسع حول مشروعية ترجمة معاني القرآن الكريم، والمحطة الأخرى هي الترجمة القاديانية لمحمد علي إلى الإنجليزية ومحاولة تمريرها بقوة في العالم العربي من قبل هذه الفرقة المارقة، واتخاذ البلاليين في أمريكا منها قرآنا بدلاً من القرآن العربي المبين.


الصفحة التالية
Icon