يهدف هذا البحث إلى إجراء مقارنة كمية ونوعية بين واقع ترجمة معاني القرآن الكريم وترجمة الإنجيل (Bible)(١)بعهديه القديم والجديد، والغرض من هذه المقارنة هو معرفة الفرق بين ترجمة الكتابين من حيث التاريخ والآفاق المستقبلية، والعوامل اللغوية والاجتماعية المؤثرة في الترجمة، والممارسات المتبعة فيها، ومدى الاستفادة من نظريات اللغة والترجمة الحديثة، ومدى توافر مراكز الاستشارة والتدريب والإرشادات لمترجم كل من الكتابين. وأهمية هذا تكمن في أن الإنجيل - أو على الأقل أحد كتبه - تُرجم إلى ٢٠٠٩ لغة ولهجة يشكِّل من يتحدث بها على الأقل ٩٧% من عدد سكان العالم(٢)، والنتيجة التي أرغب في الخروج بها من خلال المقارنة هي تحسس وجوه الإفادة في ترجمة معاني القرآن الكريم من التاريخ المديد لترجمة الإنجيل، إضافة إلى التعرف على وجوه الاختلاف التي من شأنها أن تجعل من مدى طموحنا في الاستفادة من واقع ترجمة الإنجيل واقعياً. وسيناقش البحث المطالب التالية:
٢- تاريخ ترجمة كل من الكتابين
٢. ١- تاريخ ترجمة الإنجيل

(١) أستخدم كلمة "إنجيل" تجاوزاً لأعني بها يسمى رضي الله عنible بالإنجليزية، و "الكتاب المقدس" عند النصارى العرب؛ لسببين: أولاً، لأن كلمة "إنجيل" قابلة للاشتقاق، فمثلاً نقول: "لغة إنجيلية" و "جمعية إنجيلية"، وثانياً، تحرجاً من تسميته مقدساً. علماً بأن الإنجيل (Gospel) جزء من العهد الجديد، وهو أحد عهدي ما يُعرف بـ رضي الله عنible. وهناك من يرى أن نسميه "بيابيل" للسببين المذكورين.
(٢) Nida، ﷺ. (٢٠٠١) “Bible translation”. In M. رضي الله عنaker (ed.) ﷺ ncyclopedia of Translation Studies. Routledge: London. Pp. ٢٢-٢٨.


الصفحة التالية
Icon