لم يردنا شيء يشير إلى أن ترجمة معاني القرآن الكريم بدأت في زمن الرسول - ﷺ -، غير أن ابن سعد يذكر في "الطبقات الكبرى"(١)أن رُسُل رسول الله - ﷺ - وعوا لغات القوم الذين أرسلوا إليهم(٢)، وبعض الرسائل التي بعثها رسول الله - ﷺ - احتوت آيات من القرآن الكريم وبخاصة تلك التي بعثت إلى أهل الكتاب مثل النجاشي ملك الحبشة التي ورد فيها الآيات التالية: ﴿ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ (الحشر: ٢٣)، و ﴿ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابن مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ ﴾ (النساء: ١٧١)(٣)،
(٢) روى الإمام البخاري في صحيحه عن خارجة بن زيد بن ثابت، عن زيد بن ثابت - رضي الله عنه - أن النبي - ﷺ - أمره أن يتعلم كتاب (أي لغة) اليهود "حتى كتبتُ للنبي - ﷺ - كتبه، وأقرأتُه كتبهم إذا كتبوا إليه". فتح الباري ١٣/١٩٧ رقم (٧١٩٥).
(٣) محمد حميد الله، مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي والخلافة الراشدة، بيروت ١٩٧٩، دار الإرشاد، ص ٧٤-٧٧..