ص : ١٥
وأما الأحاديث المعارضة لهذا منها :
حديث نعيم بن عبد اللّه المجمر قال : صليت خلف أبي هريرة فقرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (١) قبل أم القرآن، وقبل السورة، وكبّر في الخفض، والرفع. وقال : إني لأشبهكم صلاة برسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم «١»
. ومنها
حديث ابن عباس أن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم كان يجهر ببسم اللّه الرحمن الرحيم «٢».
ومنها
حديث أم سلمة أنها قالت : كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (١) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (٢) «٣».
شرح المفردات
الاسم : هو اللفظ الموضوع على الجوهر والعرض، وهو مشتق من السمو، وهو الرفعة، لأن التسمية تنويه بالمسمّى، فهو محذوف اللام : ك :(يد، ودم) وأصله (سمو) بدليل تصغيره على (سميّ) وجمعه على (أسماء) ومجيء فعله (سميت).
اللّه : علم على واجب الوجود، وأصله الإله، حذفت الهمزة، وأدغم أحد المثلين في الآخر كقول القائل :
وترمينني بالطرف أي أنت مذنب وتقلينني لكنّ إيّاك لا أقلي
الأصل (لكن أنا) حذفت الهمزة، وأدغم أحد المثلين في الآخر، وهو مأخوذ من أله يأله إلهة أي عبد. وقال الخليل «٤» : إنه اسم جامد لا اشتقاق له، وقال بعضهم : إنه معرّب عن السريانية أصله فيها (إلاها) بالألف، عرّب بحذف الألف، وتعويض اللام.
الرحمن : فعلان من رحم، وهو الذي وسعت رحمته كل شي ء، كغضبان للممتلىء غضبا.
الرحيم : فعيل منه. وفي (الرحمن) من المبالغة ما ليس في (الرحيم)، لأن زيادة المبنى تدلّ على زيادة المعنى، وفي (الرحمن) زيادتان، وفي (الرحيم) زيادة واحدة.
وقد وقال بعضهم :(الرحمن) : المنعم بجلائل النعم، و(الرحيم) المنعم بدقائقها.
وقال بعضهم :(الرحمن) : المنعم بنعم عامة تشمل المؤمنين والكافرين، و(الرحيم) :
المنعم بنعم خاصة بالمؤمنين، وهذا قول في اللغة بلا دليل، وكأن الذي حملهم على
(٢) سبق تخريجه صفحة ١٤.
(٣) سبق تخريجه صفحة ١٤.
(٤) هو الخليل بن أحمد الفراهيدي : من أئمة اللغة والأدب، واضع علم العروض وسيبويه تلميذه وناقل علمه توفي (١٧٠ ه) في البصرة. انظر الأعلام للزركلي ط ٧، بيروت، دار العلم للملايين، ١٩٨٦ (٢/ ٣١٤).