ص : ٨١٣
وعبد الرحمن بن الأسود بن زيد والإمامان أبو حنيفة والشافعي، واختاره أبو جعفر الطبري وأبو بكر بن العربي.
فعن عمر بن الخطاب فيما رواه الطبري أنه كان يقول لأبي موسى : ذكّرنا ربنا، فيقرأ أبو موسى ويتلاحن، فيقول عمر : من استطاع أن يتغنّى بالقرآن غناء أبي موسى فليفعل.
وابن مسعود كانت تعجبه قراءة علقمة الأسود - وكان حسن الصوت - فكان يقرأ له علقمة، فإذا فرغ قال له : زدني فداك أبي وأمي.
وعن عطاء بن أبي رباح قال : كان عبد الرحمن بن الأسود يتبع الصوت الحسن في المساجد في شهر رمضان.
وروى الطحاوي أنّ أبا حنيفة كان يستمع القرآن بالألحان، كما روي أنّ الشافعي كان كذلك.
هذا هو المأثور عن الأئمة والعلماء في قراءة التلحين والتطريب، والنظر بعد ذلك في أدلتهم.
استدل المجيزون بما يأتي :
١ -
ما أخرجه أبو داود والنسائي عن البراء بن عازب أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال :«زيّنوا القرآن بأصواتكم» «١».
٢ - وما أخرجه مسلم من قوله صلّى اللّه عليه وسلّم :«ليس منّا من لم يتغنّ بالقرآن».
٣ - وما في «البخاري» «٢» عن عبد اللّه بن مغفّل قال : قرأ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عام الفتح في مسير له سورة الفتح على راحلته فرجّع في قراءته.
٤ - وما روي أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم استمع ليلة لقراءة أبي موسى الأشعري، فلما أخبره بذلك قال : لو كنت أعلم أنّك تسمعه لحبّرته لك تحبيرا، ويروى أن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم لما سمعه قال :«إنّ هذا أعطي مزمارا من مزامير آل داود» «٣».
(٢) رواه مسلم في الصحيح (١/ ٥٤٧)، ٦ - كتاب صلاة المسافرين ٣٥ - باب ذكر قراءة النبي حديث رقم (٢٣٧/ ٧٩٤)، والبخاري في الصحيح (٦/ ١٣٧)، ٦٦ - كتاب فضائل القرآن، ٣٠ - باب الترجيع حديث رقم (٥٠٤٧).
(٣) رواه مسلم في الصحيح (١/ ٥٤٦)، ٦ - كتاب صلاة المسافرين، ٣٤ - باب استحباب تزيين الصوت حديث رقم (٢٣٥/ ٧٩٣)، والبخاري في الصحيح (٦/ ١٣٧)، ٦٦ - كتاب فضائل القرآن، ٣١ - باب حسن الصوت، حديث رقم (٥٠٤٨).