رواه: أبو عبيد (١)، وابن الضريس (٢)، وابن أبي داود (٣)، والدارمي (٤). وقد ذكره القرطبي في ((التذكار)) (٥) وفاته مخرجه، واقتصر النووي في ((التبيان)) (٦) على عزوه إلى: الدارمي، وابن أبي داود. وفي سنده عند من أخرجه: صالح بن بشير المري، وهو متروك الحديث، كما تقدم.
ورواية قتادة عن ابن عباس منقطعة. والله أعلم.
الخلاصة
يتنقّح مما تقدم أن الأحاديث المرفوعة والآثار عن الصحابة رضي الله عنهم في دعاء ختم القرآن، على ما يلي:
؟ أولاً: أحاديث وآثار تفيد أن الدعاء عند ختم القرآن من مواطن الإِجابة، وهي من رواية: أنس رضي الله عنه من طريقين، في كل منهما ((وضّاع)). وعطاء عن ابن عباس وإسناده واهٍ. وعن جابر وفي سنده مَنْ كذّبوه. والعرباض وفي سنده متروك الحديث، وآخر مجهول مع إعلاله بالانقطاع.
وقول ابن مسعود رضي الله عنه موقوفاً عليه، وفي سنده انقطاع. وقول التابعي: مجاهد رحمه الله تعالى: (الرحمة تنزل عند ختم القرآن) وهو أثر مقطوع، من قوله بأسانيد صحيحة. وعليه فليس منها حديث يصح عن النبي - ﷺ -، فهي ما بين موضوع أو ما يتقاعد عن الجابر. ولم يصح سوى قول مجاهد، رحمه الله تعالى.
؟ ثانياً: أحاديث أفادت أدعية نبوية عقب الختم، وهي: حديث أبي أمامة رضي الله عنه وفي سنده وضّاع، وحديث أبي هريرة لم يعلم مخرجه، وحديث على بن الحسين مرسل مع ما فيه ممن رمي بالكذب والرفض، وحديث داود بن قيس: معضل، وحديث زر بن حبيش عن علي: رواه ابن النجار في ((ذيل تاريخ بغداد)) ولم نره في المطبوع منه، والعزو إِليه معلم بالضعف، كما تقدم.
(٢) فضائل القرآن ١ / ٧٥ / أ. وعنه في: شرح الأذكار ٣ / ٢٤٣.
(٣) ١٠) في كتاب الشريعة له كما في: شرح الأذكار ٣ / ٢٤٣.
(٤) ١١) السنن ٢ / ٤٦٨.
(٥) ص ٧٩.
(٦) ص ١٢٦