وهذا صريح من المالكية من أنهم إذا ختموا في الصلاة يدعون خارجها، وكرهوا ما يحف بذلك من المحدثات كالخطبة والقيام... فتأمله.
وفي ((مختصر ما ليس في المختصر)) قال (١) :(قال مالك: لا بأس أن يجتمع القوم في القراءة عند من يقرئهم، أو يفتح كل واحد منهم فيما يقرأ، قال: ويكره الدعاء بعد فراغهم) اهـ. وفي ((المدونة)) قال (٢) :(ليس ختم القرآن في رمضان بسنَّةٍ للقيام). في مذهب الإِمام أحمد، رحمه الله تعالى:
وأما في مذهب الإِمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى ففيه عنه في مشروعية الدعاء عقب الختم – روايات يذكرها علماء المذهب، رواها حرب، وأبو الحارث، ويوسف بن موسى، وحنبل، والفضل بن زياد، والحربي، وسابعة في ((الفائق))، وثامنة في ((الإِنصاف)). ورواية لعُبْدوس بن مالك العطار، في خصوص التقيد بالوارد في دعاء القنوت. وهذه الروايات في موضوعاتها على ثلاثة أقسام:
؟ الأول: رواية حرب، وأبي الحارث، ويوسف بن موسى، في مطلق الدعاء وجمع الأهل والأولاد. وقد ساقها ابن القيم رحمه الله تعالى فقال (٣) :(وقد نص الإِمام أحمد رحمه الله تعالى على الدعاء عقيب الختمة، فقال في رواية أبي الحارث (٤) : كان أنس إذا ختم القرآن جمع أهله وولده. وقال – أي الإِمام أحمد – في رواية يوسف بن موسى، وقد سُئل عن الرجل يختم القرآن فيجتمع إليه قوم فيدعون، قال: نعم، رأيت معمراً يفعله إذا ختم.

(١) بواسطة: المدخل لابن الحاج ٢ / ٢٩٩.
(٢) ١ / ١٩٤، وانظر: إعلام السنن ٧ / ٦٥، والجراب الجامع، لعبد الصمد كنون ص ٢١٦.
(٣) جِلاء الأفهام ص ٢٨٨. الموطن السابع عشر من مواطن الصلاة عليه - ﷺ - : عقيب ختم القرآن.
(٤) هذه في ((المغني)) ١ / ٨٠٣.


الصفحة التالية
Icon