وقد بلغت الرغبة في دعاء ختم القرآن إلى وجود ختمة في نحو من ثمانين صفحةً يدعى بها في ((المحاريب)) في قيام الليل: التراويح، والتهجد (١).
(١) قد أفردت في صيغ الدعاء للختم مؤلفات، منها: كتاب الخطب في ديوان ختم القرآن، لإِبراهيم بن محمد بن حيدر، المولود سنة ٥٥٩هـ. كما في: معجم الأدباء لياقوت ٢ / ١٥، ١٦. وفي فهارس المكتابات المخطوطة الشيء الكثير، منها ما في فهارس المكتبة القادرية في بغداد بجامع عبد القادر الجيلاني الحنبلي، المتوفى سنة ٥٦١هـ، رحمه الله تعالى، كما في فهرسها: الآثار الخطية في المكتبة القادرية ١ / ١٣٤ بقلم عماد عبد السلام. طبع عام ١٣٩٤هـ. بمطبعة الإِرشاد في بغداد: ذكر مجموعاً يحوي: أربعاً وعشرين ختمة، وللجيلاني نفسه ختمة مطولة في كتابه ((الغنية لطالبي طريق الحق عز وجل)) ٢ / ١٣٢- ١٣٥، طبع مصر، عام ١٢٨٨هـ. مبنية على الدعاء المسجوع، ومنها مقاطع انتشرت في زماننا هذا كقوله رحمه الله تعالى: ((وقلت يا عزَّ من قائل سبحانه (فإذا قرأناه فاتبع قرآنه)، هو أحسن كتبك نظاماً... فيه وعد ووعيد...) اهـ. وفي كتابه هذا ذكر الوصية والموعظة التي يلقيها الإِمام في ختام رمضان، وقد قرر العلماء بدعية ترتيبها، كما في ((المدخل)) ٢ / ٢٩٥ لابن الحاج. وفي كتب أذكار القرآن: صيغ لدعاء ختم القرآن، كما في: التبيان للنووي ص ١٢٧- ١٢٩، والتذكار للقرطبي ص ٨٠- ٨٤. وانظر: الأذكار للنووي مع شرحها ٣ / ٢٤٧ ببيان مقاصدها، وعمل اليوم والليلة للسيوطي ص٨٠، وبدائع الفوائد ٤ / ٦٩.. ومن المؤلفات في صيغ دعاء ختم القرآن: الدعاء المنسوب إلى شيخ الإِسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، والذي استمر زمناً يطبع في أخريات المصاحف الشريفة، وهذا ما لم تُثبت نسبته إليه ولا يعرف من نسبه إليه، وكان الشيخ عبد الرحمن بن قاسم جامع فتاوى شيخ الإِسلام ابن تيمية رحمهما الله تعالى في شك من نسبة هذا الدعاء إلى ابن تيمية، كما تحرر لدي بخطه في بعض أوراق له، يوصي بعدم إدخاله في ((مجموع فتاوى شيخ الإِسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى))؛ ولعل حذفه من الطبعات الأخيرة للمصحف الشريف لذلك، أو لهذا، ولعدم ترتيب دعاء من النبي - ﷺ - لختم القرآن، وتجريداً لكتاب الله تعالى وكلامه مما ليس منه.