(١٠٧) نكت الانتصار لنقل القرآن ص ٦٨-٦٩، وفتح الباري (٨/٦٦٧)، والإتقان (١/٢٠٠-٢٠١).
(١٠٨) شرح النووي على صحيح مسلم (١٦/٢٠)، وفتح الباري (٨/٦٦٨)، والإتقان (١/٢٠٠).
(١٠٩) انظر فتح الباري (٨/٦٦٨-٦٦٩).
(١١٠) تعليقات اليماني على نزهة النظر ص ٢٢.
الفصل الثاني
تدوين القرآن الكريم
الْمبحث الأول: الأمر بكتابة القرآن
سبب جمع القرآن كتابة في العصر النبوي
مواد الكتابة في العصر النبوي
الْمبحث الثاني: أسباب عدم جمع القرآن الكريم في مصحف واحد
الْمبحث الأول: الأمر بكتابة القرآن
كان تعويل النبي - ﷺ - وأصحابه أول الأمر على جمع القرآن في القلوب بِحفظه واستظهاره، ضرورةَ أنَّه نبي أمي، بُعِث إلى أمة أميَّةٍ.
قال ابن الجزري: (١) ثم إن الاعتماد في نقل القرآن على حفظ القلوب والصدور، لا على خط الْمصاحف والكتب، وهذه أشرف خصيصة من الله تعالى لِهَذِهِ الأمة.(٢)
ففي الحديث الذي رواه مسلم عن النبي - ﷺ - فيما يَحكيه عن الله - عز وجل - أنَّه قَالَ: إِنَّمَا بَعَثْتُكَ لأَبْتَلِيَكَ، وَأَبْتَلِيَ بِكَ، وَأَنْزَلْتُ عَلَيْكَ كِتَابًا لا يَغْسِلُهُ الْماءُ، تَقْرَؤُهُ نَائِمًا وَيَقْظَانَ.(٣)
فأخبر تعالى أن القرآن لا يحتاج في حفظه إلى صحيفة تغسل بالْماء.(٤)
ثم كان من مزيد عناية النبي - ﷺ - وأصحابه - رضي الله عنهم - أن اعتنوا بكتابة القرآن الكريم، حتى يكون ذلك حصنًا ثانيًا لِحمايته من التغيِير والضياع.
فأمر النبي - ﷺ - بكتابة القرآن، حفظًا له في السطور بعد أن حفظه هو وأصحابه في الصدور، ونَهى في بداية الأمر(٥) عن كتابة غير القرآن ؛ حتى لا يلتبس به:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - ﷺ - قَالَ: لاَ تَكْتُبُوا عَنِّي شَيْئًا إِلاَّ الْقُرْآنَ فَمَنْ كَتَبَ عَنِّي شَيْئًا غَيْرَ الْقُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ.(٦)


الصفحة التالية
Icon