والصحيح أن الآية إنَّما تُعلم بتوقيف من الشارع، كمعرفة السور.
قال الزمخشري: الآيات علم توقيفي، لا مجال للقياس فيه، ولذلك عدوا } الم ﴿ آية حيث وقعت، ولم يعدوا ﴾ المر ﴿ … (١٦)
السورة لغةً
السورة واحدة سُوَر القرآن، وهي إما أن تكون من ( السؤر )، وهو ما بقي في الإناء من الشراب، بإبدال الهمزة واوًا، وتكون سميت سورة لأنها قطعة من القرآن.
أو من (السُّور)، وهو حائط المدينة الذي يحيط بالبيوت، قال جرير:(١٧)
لَما أتى خبرُ الزُّبَيرِ تواضَعَتْ...... سُورُ المدينةِ والْجبالُ الخشَّعُ
وتكون سميت سورة لإحاطتها بآياتِها، واجتماعها كاجتماع البيوت بالسُّور.
أو من السورة بِمعنى المنزلة الرفيعة، قال النابغة:(١٨)
ألَمْ تَرَ أنَّ اللهَ أعْطاكَ سُورةً...... ترى كُلَّ مَلْكٍ دونَها يتذبْذبُ
وتكون سُمِّيت بذلك لارتفاعها؛ لأنَّها كلام الله تعالى.
أو من السورة من البناء، وهي ما حسُن وطال منه، أو كلُّ منزلة من البناء، وتكون سميت سورة لارتفاع قدرها، أو لأنَّها منزلةٌ بعد منزلةٍ، مقطوعةٌ عن الأخرى.
أو من التسور، بمعنى: التصاعد، يقال: تسَوَّرت الحائط، إذا علوته، ومنه قوله تعالى: ﴾ إذ تَسَوَّروا المحرابَ {،(١٩)فتكون سميت سورة لتركيب بعضها على بعض.(٢٠)
السورة اصطلاحًا
قال الجعبري: السورة بعض قرآن يشتمل على آيٍ، ذو فاتحة وخاتمة، وأقلها ثلاث آيات.(٢١)
وقيل: السورة الطائفة المترجمة توقيفًا، أي: الطائفة من القرآن المسماة باسم خاصٍّ، بتوقيفٍ من النبي - ﷺ -. ـ(٢٢)
وقيل: السورة بعض كلام منزل مبين أوله وآخره، إعلامًا من الشارع، قرآنًا كان أو غيره، بدليل ما يقال سورة الزبور وسورة الإنجيل.(٢٣)(٢٤)
المبحث الثاني: ترتيب الآيات
كان جبريل - عليه السلام - ينزل بالآيات على رسول الله - ﷺ -، ويرشده إلى السورة التي هي منها، ويرشده أيضًا إلى موضعها من تلك السورة.