قال السيوطي:(٥٤) يعارضه ما أخرجه ابن أبي داود أيضًا عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ أَنَّهُمْ جَمَعُوا الْقُرْآنَ، فَلَمَّا انْتَهَوْا إِلَى هَذِهِ الآيَةِ مِنْ سُورَةِ بَرَاءةٌ: } ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ ﴿،(٥٥) فَظَنُّوا أَنَّ هَذَا آخِرُ مَا أُنْزِلَ مِنَ الْقُرْآنِ، فَقَالَ لَهُمْ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ - ﷺ - أَقْرَأَني بَعْدَهَا آيَتَيْن: ِ ﴾ لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءوفٌ رَحِيمٌ { آخر السورة.(٥٦)
ومثله أيضًا في الإيراد والرد حديث عبد الله بن عباس عن عثمان في سورة الأنفال وسورة براءة، وفيه قول عثمان: "فَظَنَنَّا أَنَّهَا مِنْهَا، وَقُبِضَ رَسُولُ اللهِ - ﷺ - وَلَمْ يُبَيِّنْ لَنَا أَنَّهَا مِنْهَا، فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ قَرَنْتُ بَيْنَهُمَا"، وسيأتي -إن شاء الله- الكلامُ على متنه وسنده في المبحث الآتي.
- (١) المفردات في غريب القرآن ص ٣٣، وبصائر ذوي التمييز (٢/٦٣)، ولسان العرب ( أيا ) (١/١٨٥-١٨٧).
(٢) بصائر ذوي التمييز (٢/٦٣).
(٣) على الخلاف الذي مرَّ هل هي من ( أوى ) أو من (أيي).
(٤) مجمل اللغة لابن فارس (١/١٠٦)، ولسان العرب ( أيا ) (١/١٨٥)، والبرهان في علوم القرآن (١/٢٦٦).
(٥) من الآية ٢٤٨ من سورة البقرة.
(٦) من الآية ٥٠ من سورة المؤمنون.
(٧) مجمل اللغة لابن فارس (١/١٠٦).