ومما أزاد الضغط على المسلمين هناك وقوع الهند تحت الاحتلال الإنكليزي، ثم وقوف الإنجليز إلى جانب البراهمة ضد المسلمين، وبذا وقع المسلمون بين نارين، نار العداوة الداخلية، ونار الاحتلال الخارجية.
ثم كان توجه الاحتلال بعد ذلك إلى تنصير المسلمين لكنهم لم ينجحوا في ذلك فعملوا على تنصير الهندوس ليكونوا أعواناً لهم في المستقبل(١).
** الحالة الاقتصادية :
لاشك أن أي بلد يقع تحت نار الاحتلال يفقد كثيراً من مقدراته، كما أن كثرة عدد السكان تقضي على خيرات البلاد مهما كثرت، وأيضاً توجه السكان جميعاً إلى نشاط إنتاجي واحد وإهمالهم سائر الأنشطة الأخرى يقلل من النتاج الاقتصادي في جملته.
وقد اجتمعت كل هذه العوامل في الهند، فهم قد وقعوا تحت الاحتلال الإنجليزي، وهم من أكثر دول العالم سكاناً، والكثير منهم ينزع إلى الزراعة.. من هنا ساءت الحالة الاقتصادية ونتج عن ذلك أن ساءت الأحوال المعيشية، فلم يتوفر لكل الأسر المسكن المناسب، وساءت الأحوال الصحية " فانتشرت الأمراض مثل الكوليرا التي فتكت – بين عامي ١٨٨٢، ١٨٩٠ – بـ ٦ % من السكان، والطاعون الذي هلك – به زهاء مائة ألف شخص سنوياً بين عامي ١٨٧٨، ١٨٨٧، وثمانمائة ألف شخص سنة ١٨٩١ فقط، وسبعمائة وواحد وعشرين ألفا سنة ١٨٩٢ "(٢)، ناهيك عن أن المستعمر استولى على أحسن أراضي المسلمين خصوصاً، فعاش المسلمون في فقر مدقع وجهل شديد.
** الحالة العلمية :
(٢) ١ )... تاريخ الحضارات العام ٦ / ٤٦٠.