جهود الإمام المباركفوري في الدراسات القرآنية من خلال كتابه (تحفة الأحوذي)

كتاب سنن الترمذي كتاب عظيم النفع جم الفوائد جليل القدر(١)لذا كان محط أنظار العلماء في كثير من الأوقات، فتناولوه بالشرح والتحليل، وانتفعوا بما فيه من علوم، وأفادوا من صنعته الحديثية كثيراً، وكانوا في ذلك درجات فمنهم من شرع في الشرح ولم يكمله ومن هؤلاء :
* ابن سيد الناس(٢)وشرحه يسمى " النفح الشذي في شرح جامع الترمذي " وصل فيه إلى باب ما جاء أن الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام وهو الباب التاسع عشر بعد المائة من أبواب الصلاة البالغ مجموع أبوابها مائتين وثلاثة عشر باباً غير أبواب الوتر والجمعة وهي مائة باب وباب(٣)
وتوجد منه نسخة خطية بالمكتبة المحمودية، وقد قام أحد الباحثين وهو الدكتور / أحمد معبد عبد الكريم بالشروع في تحقيق الموجود من هذا الكتاب فجزاه الله خيراً ونسأل الله له التوفيق والسداد.
وقد قام الشيخ زين الدين العراقي بتكملة هذا الشرح بعد ابن سيد الناس فوصل فيه إلى آخر كتاب اللباس، ثم توفي بعده(٤).
ومن هؤلاء أيضاً الحافظ ابن حجر العسقلاني.. وقد أشار هو بنفسه إليه في كتاب فتح الباري حين قال :" ولم يثبت عن النبي - ﷺ - شيء في النهي عنه أي عن البول قائما كما بينته في أوائل شرح الترمذي "(٥)، ويبدو أن ما كتبه الشيخ من هذا الشرح قد ضاع.