كتاب الجامع لأحكام القرآن للقرطبي، وكتاب الشرح الكبير للرافعي(١)، وكتاب نيل الأوطار للشوكاني، ومنها أيضاً شرح النووي على صحيح مسلم.
ومن أمثلة ذلك عند قوله تعالى :﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى... وَلاَ يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ... ﴾(٢)
قال بعد أن ساق حديث أم عطية أن النبي - ﷺ - رخص لها في النياحة : قال النووي " هذا محمول على الترخيص لأم عطية – رضي الله عنها – في آل فلان خاصة كما هو الظاهر ولا تحل النياحة لغيرها، ولا لها في غير آل فلان كما هو صريح في الحديث، وللشارع أن يخص من العموم ما شاء فهذا صواب الحكم في هذا الحديث "(٣).
** الإمام الترمذي **
** اسمه : محمد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحاك،
وقيل هو : محمد بن عيسى بن يزيد بن سورة بن السكن، الحافظ العلم الإمام البارع ابن عيسى السلمي الترمذي الضرير، مصنف الجامع وكتاب العلل وغير ذلك.
اختلف فيه فقيل ولد أعمى، والصحيح أنه أضر في كبره بعد رحلته وكتابته العلم، ولد في حدود سنة عشر ومائتين(٤).
والترمذي : نسبة إلى مدينة قديمة على طرف نهر بلخ الذي يقال له جيحون، خرج منها جماعة كثيرون من العلماء، والناس يختلفون في كيفية هذه النسبة... بعضهم يقول بفتح التاء، وبعضهم يقول بضمها، وبعضهم يقول بكسرها، فالمتداول بين تلك أهل المدينة بفتح التاء وكسر الميم، والمعروف قديماً كسر التاء والميم، والذي بقوله أهل المعرفة بضم التاء والميم... وكل يقول معنى لما يدعيه(٥).

(١) ٣ )... انظر ترجمته عند الكلام على قوله تعالى " إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه " ب ١، ف ١، مبحث ٢.
(٢) ٤ )... الممتحنة : ١٢.
(٣) ٥ )... التحفة ٨ / ٢٩٧.
(٤) ١ )... سير أعلام النبلاء ١٣ / ٢٧٠.
(٥) ٢ )... اللباب في تهذيب الأنساب لابن الأثير الجزري ١ / ٢١٢


الصفحة التالية
Icon