قسم مقطوع بصحته، وقسم على شرط أبي داود والنسائي، وقسم أخرجه للضدية وأبان عن علته، وقسم رابع أبان عنه فقال : ما أخرجت في كتابي هذا إلا حديثاً قد عمل به بعض الفقهاء سوى حديث " فإن شرب في الرابعة فاقتلوه "(١)وسوى حديث جمع بين الظهر والعصر بالمدينة من غير خوف ولا سفر(٢)
ونقل عن آخر قوله :" جامع الترمذي أنفع من كتاب البخاري ومسلم، لأنهما لا يقف على الفائدة منهما إلا المتبحر العالم، والجامع يصل إلى فائته كل أحد "(٣).
وقال ابن العربي في أول شرح الترمذي :" وليس في قدر كتاب أبي عيسى مثله حلاوة مقطع ونفاسة منزع وعذوبة مشرع، وفيه أربعة عشر علماً على فوائد : صنف – وذلك أقرب إلى العمل – وأسند، وصحح وأسقم، وعدد الطرق، وجرح وعدل، وأسمى وأكنى، ووصل وقطع، وأوضح المعمول به والمتروك، وبين اختلاف العلماء في الرد والقبول لآثاره، وذكر اختلافهم في تأويله، وكل من هذه العلوم أصل في بابه وفرد في نصابه، فالقارئ له لا يزال في رياض موفقة وعلوم متدقفة "(٤).
وإنما نال الجامع هذه المنزلة من وجوه :
الأول : من جهة حسن الترتيب وعدم التكرار.
الثاني : من جهة ذكر مذاهب الفقهاء ووجوه الاستدلال لكل أحد من أهل المذهب
والثالث : من جهة بيان أنواع الحديث من الصحيح والحسن والضعيف والغريب والمعلل.

(١) ٤ )... سنن الترمذي، أبواب، باب ما جاء في شرب الخمر فاجلدوه، وهو عن معاوية - رضي الله عنه -، وقال هو أصح من غيره في هذا الباب.
(٢) ٥ )... عند الترمذي من حديث ابن عباس ولفظه : جمع النبي - ﷺ - بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء بالمدينة من غير ولا مطر " ك الصلاة، باب الجمع بين الصلاتين في الحضر.
(٣)... السير ١٣ / ٢٧٤. خوف
(٤) ٢ ) ٣)... مقدمة تحفة الأحوذي : ٢٤٧، وعارضة الأحوذي المقدمة : ٥، ٦، ط : مكتبة المعارف.


الصفحة التالية
Icon