قال المباركفوري :" والحديث(١)يدل على أن المراد بإلقاء الأيدي إلى التهلكة هو الإقامة في الأهل والمال ترك الجهاد، وقيل : هو البخل وترك الإنفاق في الجهاد "(٢).
ما قاله الإمام المباركفوري – رحمه الله – صحيح لكنه ليس كل ما قيل في الآية، وإذا كان ما ذكره – رحمه الله – يفهم من الحديث الذي أشار إليه فهناك أحاديث أخرى يفهم منها غير هذا، من ذلك :

(١) ٢ )... يقصد به ما أخرجه الترمذي عن أسلم بن عمران النجيبي قال :" كنا بمدينة الروم.. ( وفيه ).. فقام أبو أيوب الأنصاري فقال : أيها الناس إنكم لتأولون هذه الآية هذا التأويل وإنما نزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار لما أعز الله الإسلام وكثر ناصروه فقال بعضنا لبعض – سراً دون رسول الله – إن أموالنا قد ضاعت وإن الله أعز الإسلام وكثر ناصروه فلو أقمنا في أموالنا فأصلحنا ما ضاع منها، فأنزل الله على نبيه - ﷺ - يرد علينا ما قلنا ﴿ وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ... ﴾ فكانت التهلكة الإقامة على الأموال وإصلاحها وتركنا الغزو ". سنن الترمذي أبواب التفسير رقم [ ٣١٥٤ ].
(٢) ٣ )... تحفة الأحوذي ٨ / ٢٥٠.


الصفحة التالية
Icon