، وقد ذكر لرسول الله - ﷺ - رجلان أحدهما عابد والأخر عالم فقال فضل العالم على العابد كفضلى على أدناكم ثم قال " إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة فى حجرها وحتى الحوت ليصلون على معلمى الناس الخير " (١)
وفى الحديث أيضا " خيركم من تعلم القرآن وعلمه " (٢).
ولأن الإنسان دائما يرغب فى أجر مقابل ما يقوم به من عمل وأعنى بالأجر هنا ما يكون فى الدنيا والآخرة – فإن الله سبحانه أباح للمعلم أن يطلب من الأجر ما شاء، ليس فى مقابل العلم الذى بذله، فالعلم لا يقدر بمال – إنما ترغيباً له فى بذل العلم ولذا قال موسى عليه السلام للعبد الصالح – حين " أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه قال لو شئت لا تخذت عليه أجرا (٣)"، وجاء على لسان الناس بين السدين لذى القرنين " إن يأجوج ومأجوج مفسدون فى الأرض فهل نجعل لك خرجاً على أن تجعل بيننا وينهم سداً (٤)".
وإذا كان طلب الأجر جائزا فى حق سائر المهن والعلوم فإنه فى حق أشرف العلوم – القرآن الكريم – ابلغ فى الجواز ولذا يقول النبى - ﷺ - " أحق ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله (٥)".
(٢) ٥- البخارى ك / فضائل القرآن باب خيركم من تعلم القرآن وعلمه.
(٣) ١- سورة الكهف ٧٧.
(٤) ٢- سورة الكهف ٩٤.
(٥) ٣- ذكره البخارى تعليقا عن ابن عباس ك الإجارة باب ما يعطى فى الرقية على أحياء العرب بفاتحة الكتاب.