ثم أن الصحابة (ض ) قد تفرقوا فى الأمصار وقد أخذ كل منهم عن رسول الله - ﷺ - وجهاً من وجوه القرآن أو أكثر، وتتلمذ على أيديهم التابعون واخذوا عنهم القرآن كما تلقوه عن رسول الله - ﷺ -، فاختلفت قراءات التابعين للقرآن الكريم – اختلافا – لم يخرج فى مجمله عن الأحرف التى أقرأها لهم الصحابة عن رسول الله - ﷺ - وظل الأمر هكذا حتى وصل الأمر على هذا النحو إلى الأئمة القراء المشهورين الذين وقفوا أنفسهم على القراءات لضبطها والاعتناء بها وبالغوا فى الاجتهاد بقدر الحاصل وميزوا بين الصحيح والباطل وجمعوا الأحرف والقراءات وعزوا الأوجه والروايات وبينوا الصحيح والشاذ والكثير والفاذ بأصول أصلوها وأركان فصلوها... فصاروا فى ذلك أئمة للاقتداء وأنجما للاهتداء وأجمع أهل بلدهم على قبول قراءتهم، ولم يختلف عليهم اثنان فى صحة روايتهم ولتصديهم للقراءة نسبت إليهم، وكان المعول فيها عليهم (١).
وكان من أئمة هؤلاء القراء سبعة.

(١) شرح طيه النشر فى القراءات العشر ( ١/١١٠، ١١١). ط المطابع الأميرية، تحقيق عبد الفتاح أبو سنة.


الصفحة التالية
Icon