ويسمى هذا النوع من الإظهار إظهارا حلقياً لخروج حروفه من الحلق، والسبب في إظهار النون الساكنة والتنوين عند هذه الأحرف الستة بعد المخرج أي: بعد مخرجهما عن مخرج هذه الأحرف، فقد علمنا أن النون تخرج من طرف اللسان، وهذه الستة تخرج من الحلق، وهاك هذين البيتين (١) فالأولُ الإظهارُ قَبْلَ أحرفِ
للحلق ستٌّ رُتِّبَتْ فَلْتُعْرَفِ
همزٌ فهاءٌ ثم عينٌ حاءُ
مُهْمَلَتَانِ ثم غَيٌْن خَاءُ
الحكم الثاني: الإدغام
وهو لغة: الإدخال.
واصطلاحا: التقاء حرف ساكن بحرف متحرك بحيث يصيران حرفاً واحدا مشدداً.
وحروفه ستة مجموعة في لفظ: "يرملون" وهي: الياء، والراء، والميم، واللام، والواو، والنون.
أقسام الإدغام:
ينقسم الإدغام إلى قسمين:
١. إدغام بغنة:
وله أربعة أحرف مجموعة في لفظ "ينمو"، فإذا وقع حرف من هذه الأحرف بعد النون الساكنة بشرط أن تكون في آخر الكلمة، أو بعد التنوين ولا يكون إلا آخرا وجب الإدغام أي: إدغام النون الساكنة أو التنوين فيه بغنة.
فمثال النون في هذه الأحرف الأربعة: مَن يَقُولُ (٢) مِّن نِّعْمَةٍ (٣) مِن مَّاءٍ (٤) مِنْ وَلِيٍّ (٥)
ومثال التنوين فيها –أيضا-: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ (٦) سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ (٧) نَعِيمًا وَمُلْكًا (٨)
وقد علمنا مما تقدم أن شرط الإدغام أن يكون من كلمتين بأن يكون المدغم في آخر الكلمة الأولى، والمدغم فيه في أول الثانية -كما تقدم-.
ويسمى الإدغام بغنة إدغاماً ناقصاً لذهاب الحرف وهو النون أو التنوين، وبقاء الصفة، وهي الغنة فيكون الإدغام غير مستكمل التشديد، ومقتضى كلام بعضهم أن الإدغام بغنة يكون ناقصاً مطلقاً، والذي عليه الجمهور أنه إنما يكون ناقصاً إذا أدغمت النون الساكنة أو التنوين في الواو، والياء فقط.
(٢) سورة البقرة: الآية (٨).
(٣) سورة النحل: الآية (٥٣).
(٤) سورة البقرة: الآية (١٦٤).
(٥) سورة البقرة: الآية (١٠٧).
(٦) سورة الغاشية: الآية (٨).
(٧) سورة الغاشية: الآية (١٣).
(٨) سورة الإنسان: الآية (٢٠).