٢) قال لي شخص أن بالقرآن وجدت آيه تقول المسجد الأقصى الذي باركنا حوله وقصد كل المنطقة بما فيها البحر الميت ولكن ذلك لم يقنعني... أرجو إفادتنا.. وجزاكم الله خيرا
الإجابة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد :
فإن مرور النبي ﷺ بمنطقة البحر الميت لم يثبت في السنة النبوية ولا في سيرته ﷺ، فهو كلام غير صحيح. ومنذ أن بعث النبي ﷺ إلى وفاته لم يخرج باتجاه الشام إلاّ مرتين :
المرة الأولى في الإسراء والمعراج، وكان إسراؤه ﷺ إلى بيت المقدس، ولم يرد - فيما نعلم - أنه مر في حادثة الإسراء بمنطقة البحر الميت.
والثانية في غزوة تبوك - وتبوك تقع قبل منطقة البحر الميت، وهي داخل حدود المملكة العربية السعودية الآن. أما قبل مبعثه، فربما مر عليه الصلاة والسلام بتلك المنطقة عند ذهابه للتجارة بمال خديجة أو عندما سافر مع عمه أبي طالب للتجارة أيضاً.
وقد كان لقريش رحلتان : رحلة الشتاء والصيف، إحداها للشام والأخرى لليمن كما ذكر المفسرون.
ومروره هذا - لو ثبت - لا يتعلق به شيء، لأنه لم يكن قد أوحيَ إليه عليه الصلاة والسلام.
وأما الانتفاع من البحر الميت بالملح ونحوه، فإن البحر الميت منطقة عذاب، وعذب الله فيها قوم لوط عليه السلام، على ما ذكره بعض أهل التفسير، وقد جاء في الأحاديث الصحيحة أن النبي ﷺ نهى أصحابه أن ينتفعوا بآبار ثمود، لأنها آبار قوم لحقهم عذاب دنيوي بسبب تكذيبهم لنبيهم، فإذا ثبت كونه منطقة عذاب فيمكن أن يقاس هذا على هذا فيقال لا يحل الانتفاع بملح البحر الميت لهذه العلة وهي كونه منطقة عذاب، وليس هذا حكماً قطعياً، وإنما تنبيه إلى مستند من تكلم من أهل العلم في ذلك.
٩- واعظم درس في هذه القصة هو الحث على علو الهمة و أن على المسلم طلب معالي الأمور فهذا الأعرابي لم يطلب محرما ولا تافها بل طلب شيء من ضرورات الحياة ومع هذا وجهه النبي ﷺ إلى مقام ارفع ومبتغى أعلى ومنزلة أسمى
وقد قال ﷺ حاثا أمته على علو الهمة
فعن أبي هريرة عن رسول الله ﷺ قال... فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فهو أوسط الجنة وهو أعلى الجنة وفوقه العرش ومنه تفجر انهار الجنة" ابن حبان
وانظر إلى همّة الصديق رضي الله عنه لم تقنع نفسه بدخول الجنة فقط بل علت حتى بلغت لم يرض إلا بأن يدخل من أبوابها الثمانية فلله دره
فعن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال ثم من أنفق زوجين في سبيل الله نودي في الجنة يا عبد الله هذا خير فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان قال أبو بكر الصديق يا رسول الله ما على أحد يدعى من تلك الأبواب من ضرورة
فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها قال رسول الله ﷺ نعم وأرجو أن تكون منهم
وهذا صحابي آخر ممن تربى على يد المصطفى ﷺ تسمو همته كهذه العجوز
فعن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة قال سمعت ربيعة بن كعب الأسلمي يقول ثم كنت أبيت مع رسول الله ﷺ آتيه بوضوئه وبحاجته فقال سلني فقلت: مرافقتك في الجنة قال : أو غير ذلك ؟ قلت : هو ذاك. قال: فأعني على نفسك بكثرة السجود " أبو داود
١٠ – وهو تنبيه أن المراد بعظام يوسف عليه السلام هو جسده حيث أن الله حرم على الأرض أكل أجساد الأنبياء عليهم السلام وقد جاء تسميت الجسد بالعظام في حديث صنع المنبر لرسول الله صلى الله عليه وسلم
وأما التكبير : فمن قال أنه من القرآن فإنه ضال باتفاق الأئمة، والواجب أن يستتاب فإن تاب وإلا قتل، فكيف مع هذا ينكر على من تركه ؟! ومن جعل تارك التكبير مبتدعا أو مخالفا للسنة أو عاصيا فانه إلى الكفر أقرب منه إلى الإسلام، والواجب عقوبته ؛ بل إن أصر على ذلك بعد وضوح الحجة وجب قتله.
ولو قدر أن النبي ﷺ أمر بالتكبير لبعض من أقرأه كان غاية ذلك يدل على جوازه، أو استحبابه، فإنه لو كان واجبا لما أهمله جمهور القراء، ولم يتفق أئمة المسلمين على عدم وجوبه، ولم ينقل أحد من أئمة الدين أن التكبير واجب، وإنما غاية من يقرأ بحرف ابن كثير أن يقول : إنه مستحب، وهذا خلاف البسملة، فإن قراءتها واجبة عند من يجعلها من القرآن ومع هذا فالقراء يسوغون ترك قراءتها لمن لم ير الفصل بها، فكيف لا يسوغ ترك التكبير لمن ليس داخلا في قراءته ؟
وأما ما يدعيه بعض القراء من التواتر في جزئيات الأمور فليس هذا موضع تفصيله. ا. هـ.
وقال أيضا في الفتاوى (١٧/١٣٠) :
والتكبير المأثور عن ابن كثير ليس هو مسندا عن النبي صلى الله عليه و سلم، ولم يسنده أحد إلى ا لنبي صلى الله عليه و سلم إلا البزي، و خالف بذلك سائر من نقله فإنهم إنما نقلوه اختيارا ممن هو دون ا لنبي صلى الله عليه و سلم، وانفرد هو برفعه، وضعفه نقلة أهل العلم بالحديث و الرجال من علماء القراءة، و علماء الحديث كما ذكر ذلك غير واحد من العلماء. ا. هـ.
وذكر ابن مفلح في الآداب الشرعية (٢/٢٩٥) الخلاف في المسألة فقال :
فهذه الوجوه تدل على أن هذه القصة باطلة من أساسها، وأنه لا يجوز أن يعتقد في آدم وحواء أن يقع منهما شرك بأي حال من الأحوال، والأنبياء منزهون عن الشرك مبرؤن منه باتفاق أهل الهلم، وعلى هذا يكون تفسير الآية كما أسلفنا أنها عائدة إلى بني آدم الذين أشركوا شركا حقيقيا فإن منهم مشركا ومنهم موحدا. ا. هـ.
فالخلاصة أن التفسير الصحيح لهذه الآية هو ما ذكره الحسن البصري والذي قال عنه ابن كثير : وهو من أحسن التفاسير وأولى ما حملت عليه الآية.
وقال الشيخ محمد العثيمين : لكن الصحيح أن الحسن يرحمه الله قال : إن المراد بالآية غير آدم وحواء، وأن المراد بها المشركون من بني آدم. ا. هـ.
والله أعلم.
عبد الله زقيل
zugailam@yahoo.com
وممن ذكر السجل من أسماء الصحابة : ابن مندة، وأبو نعيم الأصبهاني، وابن الأثير في أسد الغابة. وزاد الحافظ في الفتح (٨/٤٣٧) ابن مردويه أيضا ممن عده في الصحابة.
وذكره الحافظ ابن حجر أيضا في الإصابة (٣/٣٣) ورد قول من قال أن الحديث موضوع، بل إنه ذهب إلى تصحيح الحديث فقال :
فهذا الحديث صحيح بهذه الطرق، وغفل من زعم أنه موضوع.
الفصل الثاني :
- أدلة القائلين بأنه لا يوجد كاتب للنبي ﷺ اسمه " السجل " :
ذهب أكثر العلماء إلى رد قول من قال أن السجل كاتبٌ للنبي صلى الله، ومن أدلتهم التي استدلوا بها على رده ما يلي :
الأول : عدم صحة الأحاديث الواردة في الباب :
نقلت في ثنايا تخريج الحديث في الفصل الأول رد أهل العلم على الأحاديث التي استدل بها القائلون بأن هناك كاتب للنبي ﷺ اسمه السجل، بل ذهب بعضهم إلى نكارة الأحاديث.
قال ابن كثير في التفسير (٥/٣٨٣) : وقد تصدى الإمام أبو جعفر بن جرير للإنكار على هذا الحديث ورده أتم رد. ا. هـ.
وقال محمد صديق حسن خان في فتح البيان (٨/٣٧٧) بعد أن نقل كلام ابن كثير في نكارة الحديث : وصدق – رحمه الله – في ذلك، وهو من أقوى الأدلة على نكارة هذا الحديث. ا. هـ
وحكم شيخ الإسلام ابن تيمية على الحديث بالوضع، ووافقه على ذلك الحافظ المزي – رحم الله الجميع - كما نقل ابنُ كثير في البداية والنهاية (٥/٣٠١ – ٣٠٢) فقال :
وقد عرضت هذا الحديث على شيخنا الحافظ الكبير أبي الحجاج المزي فأنكره جدا، وأخبرته أن شيخنا العلامة أبا العباس ابن تيمية كان يقول : هو حديث موضوع، وإن كان في سنن أبي داود. فقال شيخنا المزي : وأنا أقوله. ا. هـ.
وقال ابن كثير في تفسيره (٥/٣٨٣) :
ويبدو أن السر في كثرة الوضع على ابن عباس هو أنه كان في بيت النبوة والوضع عليه يُكسب الموضوع ثقة وقوة أكثر مما وضع على غيره أضف إلى ذلك أن ابن عباس كان من نسله الخلفاء العباسيون وكان من الناس من يتزلف إليهم ويتقرب منهم بما يرويه لهم عن جدهم. ا. هـ.
ولكن كما قال الدكتور أبو شهبة في الكتاب الآنف الذكر (١/٦٢) :
وقد نقد أئمة الحديث وصيارفته العارفون بالرجال جرحا وتعديلا وبالعلل المرويات عنه وطرقها عنه وبينوا الغث من السمين والمقبول من المردود. ا. هـ.
وصدق رحمه الله.
رابط الموضوع
http://alsaha.fares.net/sahat؟١٤@١٣٢.Bg٤٤bFR٦Stk^٣@.ef٢٤٥٩٣
عبد الله زقيل
zugailam@yahoo.com


Icon