بل في كلامه ما يشير إلى رده على من يؤول معاني القرآن الكريم، ففي قوله تعالى :﴿ فبأي آلاء ربكما تكذبان ﴾ - من سورة الرحمن- ترجم كلمة (آلاء) بالنعم، ثم علق عليه بأسلوب التعجب بأن من المترجمين من ترجمها بالقوى (جمع القوة) بدل النعم(١).
وقال في تعليقه على قوله تعالى :
﴿ فلا تضربوا لله الأمثال ﴾ (النحل : ٧٤):
"ليس كمثله شيء" هذه آية معناها.. - ترجمها إلى السندية – صفات الله الكاملة والحسنى لا يعلمها إلا هو، وهي مذكورة في القرآن الكريم، فعلينا أن لا نخترع من عند أنفسنا أمثلة وصفات له تعالى(٢).
ولقد أعجبني توضيحه للوسيلة في قوله تعالى :
﴿ يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة.. ﴾ (المائدة : ٣٥)، ورده على المرشدين من المتصوفة المبتدعة ما ترجمته :
"(الوسيلة) هي : الحيلة والسعي، للتوصل إلى الله، أي ذكرت في هذه الآية الحيلة والسعي للحصول على رضا الله، ومن الأصول المسلَّمة لدى المجتهدين أن يفهم معنى كلمة أو جملة باعتبار السياق والسباق، وقد ذكرت الحيلة هنا في السباق : أن لا تعصى أوامر الله، وأمر في السياق أن يجتهد ويسعى في سبيل الله، فهذه هي المساعي للتوصل إلى الله. ولكن للأسف إن التكبر يعمي الإنسان؛ يقول بعض المرشدين للناس : إن المراد من ابتغاء الوسيلة هنا : اتخاذ المرشد !.
ويقول المجاورون (للأضرحة) : إن الوسيلة هي تقديم النذور إلى قبور الصالحين!.
وهناك مرشد كتب في حاشية مصحف أنه ورد في حديث : أن من ليس له مرشد فالشيطان مرشد له. وهل هناك حديث كهذا؟. ومن الجهال من يقول: علينا أن نأخذ بأوامر مرشدنا مهما كانت، ولو كانت من المعاصي!.

(١) انظر التعليقة رقم : ١٠٢٨ ص٩١٠.
(٢) التفسير المنير ص٤٧٠ التعليقة رقم : ٥١٩.


الصفحة التالية
Icon