لقد عاش المترجم في بلاد السند وتربى فيها فترة الحكم الإنجليزي، وكان الأدب السندي مترعرعاً منذ عهد الكلهورا وحكام تالبور، إلا أن لون نظمه في الترجمة قديم يرجع إلى لون شعر الشاه عبد اللطيف بن السيد حبيب البتائي ولهجته، كما أن لهجته في النظم "لارية" (جنوبية) واضحة، ونذكر هنا مثالاً واحداً لمعرفة ذلك :
يقول في ترجمة قوله تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم... اول نام الله جو، جو ذيندر ذيهـ ساري
ذيئي نـ يجاري، مرنيا مهربان كهنو
﴿ الحمد لله رب العلمين الرحمن الرحيم ملك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين ﴾ (الفاتحة: ١-٥)... جكائي جبار كي، سيكائي ساراه
يالنهار يرتنين، هردم هميشاه
سخي سباجهو كهنو، مالكـ محشركاه
توئي يوجيون، توهان ئي ينون حمايت هركاه
- كما أنه يستعمل في النظم كلمات أدبية قديمة، منها في الفاتحة مثلاً :
يرتنين = جهانن.
سهائيون، سهاء = روشني / سوجهرو.
وفي البقرة : كر يا = يرهيز.
ينيت = يير / وذو مج
وهكذا كلمات قديمة كثيرة.
- ويكثر من استعمال الكلمات العربية كذلك :
ساكن، مقال (ص٦)، قتال، إظهار (ص٧)، عدو، عيان، استغفار (ص٨)… وهي لا تقدح في الترجمة غير أنها صعبة الفهم للعوام.
وبالجملة : ففي الحقيقة يظهر من نظمه جلياً أن الرجل قاموس للغة السندية.
الخاتمة
وبعد : فهذه دراسة متواضعة لبعض ترجمات معاني القرآن الكريم باللغة السندية، وقد شملت الترجمة الأمروتية، والمدنية، والأبرائية، والقرشية، والمنظومة الأحمدية، وقد حاولت بقدر المستطاع أن أكون موضوعياً، أبين الحق والحقيقة دون مبالغة في المدح أو في النقد، وكل يؤخذ من قوله ويرد إلا المصطفى - ﷺ -.
ومن خلال دراستي لتلك الترجمات توصلت إلى بعض النتائج أجملها فيما يلي :
١- أن اللغة السندية غنية بترجمات معاني القرآن الكريم، حيث تبلغ المؤلفات فيها حوالي مائة ترجمة، وهو عدد كبير، لا تضاهيها في ذلك أية لغة في شبه القارة الهندية.