دراسة ترجيحات الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في تفسيره أضواء البيان

٢-٣-٤-٥-٦-٧-٨-٩- وبعبارة مشابهة لما قاله البغوي قال كل من: النسفي(١) والزمخشري(٢) والنيسابوري(٣) والفخر الرازي(٤) والخازن(٥) وأبوحيان(٦) والبقاعي(٧) وأبوالسعود(٨).
١٠- الإمام القرطبي: " ومعنى ((مقرّنين)) مُكَتّفِين. وقيل: مصفدين قد قرنت أيديهم إلى أعناقهم في الأغلال. وقيل: قرنوا مع الشياطين؛ أي قرن كل واحد منهم إلى شيطانه "(٩).
١١- وبمثل ما ذكره القرطبي قال الشوكاني(١٠).
تعقيب الباحث:
... من خلال استعراض ما قاله المفسرون في بيان معنى ((مقرنين)) يظهر لي
-والله أعلم- صحة حمل الآية على جميع المعاني المذكورة حيث إن بعض المعاني يشبه ويتداخل بشدة مع بعض المعاني الأخرى فإن القول الرابع (مكتفين) يشبه جداً القول الثالث (قرنت أيديهم إلى أعناقهم في الأغلال وأرجلهم في السلاسل) فإن هذا التقرين من أنواع التكتيف، ثم إن كل معنى من المعاني له مؤيد من آيات القرآن الكريم:
فالقول الأول: أن الكفار يربط بعضهم إلى بعض في الأصفاد والسلاسل؛ يدل عليه قوله تعالى: ﴿ "uچs؟ur tûüدBحچôfكJّ٩$# يَوْمَئِذٍ tûüدR

چs)-B فِي الْأَصْفَادِ (٤٩) ﴾ [سورة إبراهيم: ٤٩].

والقول الثاني: أن كل كافر يقرن هو وشيطانه، يدل عليه قوله تعالى: ﴿ يَا لَيْتَ سة_ّٹt/ وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ ﴾

ّ¤خ٧sù كûïحچs)ّ٩$# } [سورة ص: ٣٨].

... وفي رواية أخرى قال: " ما يفعل به "(١). وفي رواية أخرى، بعد قولها: فوالله لا أزكي أحداً بعده، قالت: فأحزنني ذلك، فنمت، فرأيت لعثمان عيناً تجري، فجئت رسول الله - ﷺ - وأخبرته، فقال: " ذلك عمله "(٢).
... ولكن هذا الحديث لا يقوى دليلاً فيما استدل به عليه، قال الإمام القرطبي: " حديث أم العلاء خرّجه البخاري، وروايتي فيه ((وما أدري ما يفعل به)) ليس فيه (بي ولا بكم)، وهو الصحيح إن شاء الله تعالى "(٣).
... والإمام ابن كثير -بعد أن ذكر الحديث ولفظ " ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل به " - قال: " وهذا أشبه أن يكون هو المحفوظ بدليل قولها فأحزنني ذلك "(٤)، وهذا الذي قاله ابن كثير نقله عن القاسمي(٥)، والشنقيطي(٦) مؤيدين له. والله أعلم بالصواب.
- - -
المراد بـ ﴿ الَّذِي ﴾
٧٢- قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آَمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (١٧) أُولَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ ﴾ [سورة الأحقاف: ١٧-١٨].
مجمل الأقوال الواردة في الآية:
١- أن لفظ (الذي) يراد به الجنس، فالآية عامة في كلّ عاقّ لوالديه مكذب بالبعث.

نظم الدرر في تناسب الآيات والسور، الإمام برهان الدين أبوالحسن إبراهيم بن عمر البقاعي، الطبعة الأولى ١٣٩٨هـ-١٩٧٨م، بمطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد - الدكن - الهند.
النكت والعيون تفسير الماوردي، أبوالحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي البصري، راجعه وعلّق عليه: السيد بن عبدالمقصود بن عبدالرحيم، الطبعة الأولى، ١٤١٢هـ-١٩٩٢م، دار الكتب العلمية - بيروت، مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت.
الوافي في شرح الشاطبية في القراءات السبع، عبدالفتاح عبدالغني القاضي، الطبعة الأولى، ١٤٠٤هـ-١٩٨٣م، مكتبة الدار - المدينة المنورة.
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، أبوالحسن علي بن أحمد الواحدي -أستاذ عصره في علم التفسير- تحقيق: صفوت عدنان داوودي، الطبعة الأولى، ١٤١٥هـ-١٩٩٥م، دار القلم - دمشق، الدار الشامية - بيروت.
الوسيط في تراجم أدباء شنقيط، أحمد بن الأمين الشنقيطي، الطبعة الثالثة، ١٣٨٠هـ-١٩٦١م، الناشر: مكتبة الخانجي - مصر، ومكتبة الوحدة العربية بالدار البيضاء.
وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، أبوالعباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلكان، حققه الدكتور: إحسان عباس، طبعة عام ١٣٩٧هـ-١٩٧٧م، دار صادر - بيروت.
المجلات والدوريات والنشرات:
١- مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، العدد الرابع، السنة الخامسة، ربيع ثاني ١٣٩٣هـ- مايو ١٩٧٣م.
٢- المجلة العربية، عدد جمادى الآخرة ١٤١٩هـ، منه مقالات بمناسبة اليوم الوطني، الصفحات (٤٩-٦٤).
٣- المجلة العربية، عدد رمضان ١٤١٣هـ فيه مقال بعنوان (الشيخ محمد الأمين الشنقيطي، عالم فقدناه) كتبه: حسن بن راضي الصاعدي، الصفحات (٨٤-٨٦).
٤- المجلة العربية، عدد شوال ١٤١٩هـ فيه مقالات بمناسبة الاحتفال بمرور مئة عام على تأسيس المملكة العربية السعودية، الصفحات (١-٣٢).

---