الذي يظهر -والله أعلم- أن الراجح رجوع الإشارة إلى السعير وما أعد الله - عز وجل - فيها من العذاب الشديد للكفار. وهو القول الذي رجحه الشيخ الشنقيطي ومن وافقه، والأدلة على رجحان هذا القول أمور عدة؛ منها:
١- دلالة آيات أخرى من القرآن الكريم على هذا القول الراجح، وقد سبق آنفاً ذكر الآيات الواردة في سورة الصافات، وفي سورة فصلت المؤكدة لهذا القول تحت فقرة ترجيح الشنقيطي، ومعلوم أن تفسير القرآن بالقرآن هو أعلى درجات التفسير وأقواها، وأول ما يجب على المفسر أن يطلبه عند تفسير كتاب الله - عز وجل - (١).
٢- دلالة السياق على هذا المعنى الراجح، فإن سياق الآيات في أن الله - عز وجل - أعد لمن كذب بالساعة سعيراً وهي جهنم وأنها إذا رأت الكفار تغيظت وزفرت وأن الأماكن التي يلقى فيها الكفار في جهنم ضيقة وأنهم يُلقون فيها وهم مقيدين مكبّلين، فإذا ألقوا فيها دَعَوْا على أنفسهم بالهلاك، ثم يختم الله - عز وجل - هذا الوصف الرهيب لجهنم وما أعد فيها للمكذبين بقوله: ((أذلك خير أم جنة الخلد التي وعد المتقون))، وفي هذا دلالة واضحة من ظاهر السياق(٢) على رجوع الإشارة إلى السعير.
(٢) قواعد الترجيح عند المفسرين لحسين الحربي (١/١٢٥)، قاعدة: إدخال الكلام في معاني ما قبله وما بعده أولى...
١- سباق الآية ولحاقها(١) يدل على إرادة هذا المعنى، فإنه - سبحانه وتعالى - " وصف الولد البار بأبويه في الآية المتقدمة، ووصف الولد العاق لأبويه في هذه الآية، وذكر من صفات ذلك الولد أنه بلغ في العقوق إلى حيث لما دعاه أبواه إلى الدين الحق، وهو الإقرار بالبعث والقيامة أصر على الإنكار وأبى واستكبر، وعول في ذلك الإنكار على شبهات خسيسة وكلمات واهية، وإذا كان كذلك، كان المراد كل ولد اتصف بالصفات المذكورة، ولا حاجة ألبتة إلى تخصيص اللفظ المطلق بشخص معين "(٢).
ودلالة سياق الآيات على هذا المعنى الراجح أشار إليها أيضاً من المفسرين: ابن كثير(٣)، والبقاعي(٤)، والشوكاني(٥)، والسعدي(٦)، وغيرهم(٧).
٢- وجود قرينة في الآيات تؤيد القول الراجح، قاعدة مهمة في الترجيح بين الأقوال عند المفسرين(٨)، فإن هذه الآية فيها " ما يدل على أنها عامة؛ قوله تعالى: ((ألئك الذين حق عليهم القول)) بصيغة الجمع، ولو أراد واحداً بعينه لقال ذلك الذي حق عليه القول "(٩).
(٢) التفسير الكبير للفخر الرازي (١٠/٢٢).
(٣) تفسير القرآن العظيم لابن كثير (٤/١٥٩).
(٤) نظم الدرر للبقاعي (١٨/١٥٢).
(٥) فتح القدير للشوكاني (٥/٢١).
(٦) تيسير الكريم الرحمن للسعدي ص(٧٨١).
(٧) المحرر الوجيز لابن عطية (١٣/٣٥٢)، البحر المحيط لأبي حيان (٤٤١٩)، التحرير والتنوير لابن عاشور (٢٦/٣٧).
(٨) قواعد الترجيح عند المفسرين لحسين الحربي (١/٢٩٩).
(٩) التسهيل لابن جزي (٤/٧٧).
مرجع الضمير المنفصل (هو)... ٦٦٣
المراد بالأزواج في قوله تعالى ((ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم))... ٦٦٨
معنى كلمة (ويل)... ٦٧٤
المراد بقوله (وما أدري ما يفعل بي ولا بكم)... ٦٧٩
المراد بـ ((الذي))... ٦٩٠
من الذي أذهب طيباته... ٧٠١
هل يدخل الجنة الجنة؟... ٧١٢
من هم أولوا العزم من الرسل؟... ٧٢٠
معنى (أضل أعمالهم)... ٧٣٢
المراد بوضع الحرب أوزارها... ٧٣٩
الموضوع............... رقم الصفحة
معنى قوله تعالى ((وأنتم الأعلون))... ٧٤٨
المراد بالفتح... ٧٥٤
كيف يدخل المؤمنون والمؤمنات الجنة... ٧٦٤
المراد بالإيمان المنفي عن الأعراب... ٧٦٩
ما هو القول الذي لا يبدل... ٧٨٣
المراد بالاستفهام في قوله ((هل من مزيد))... ٧٩٣
المراد بالذاريات والحاملات والجاريات والمقسمات... ٨٠٠
معنى قوله تعالى ((إلا ليعبدون))... ٨١٧
ما هو الطور؟... ٨٣٠
ما هو الكتاب المسطور؟... ٨٣٤
معنى قوله تعالى ((عذاباً دون ذلك))... ٨٤٢
المراد بالنجم في قوله تعالى ((والنجم إذا هوى))... ٨٤٨
معنى ((من نطفةٍ إذا تمنى))... ٨٥٩
معنى قوله تعالى ((على أمر قد قدر))... ٨٦٦
الجواب عن سؤال معروف... ٨٧٢
المراد بقوله تعالى ((علمه البيان))... ٨٨١
المراد بالنجم في قوله تعالى ((والنجم والشجر يسجدان))... ٨٨٩
المراد بالأولين والآخرين... ٨٩٦
معنى عُرُباً... ٩٠٥
من هم (المقوين)... ٩١٣
الموضوع............... رقم الصفحة
المراد بالتربص... ٩٢١
المراد بأمر الله - عز وجل -... ٩٢٧
من المقصود؟ مؤمني هذه الأمة أو مؤمني أهل الكتاب... ٩٣٢
المراد بقوله تعالى ((فصدوا عن سبيل الله))... ٩٣٨
الخاتمة... ٩٤٤
الفهارس:... ٩٤٧
١- فهرس الآيات القرآنية (مواضع الترجيح)... ٩٤٨
٢- فهرس الآيات القرآنية الواردة في الرسالة عموماً... ٩٥٨
٣- فهرس الأحاديث النبوية... ١٠٢٢
٤- فهرس الأشعار... ١٠٢٤
٥- فهرس الأعلام (مواقع الترجمة فقط)... ١٠٢٧
٦- فهرس المصادر والمراجع... ١٠٣٣
٧- فهرس الموضوعات... ١٠٥٩