٢- ابن جزي: " ((والصافات صفاً)) تقديره والجماعات الصافات، ثم اختلف فيها؛ فقيل: هي الملائكة التي تصفّ في السماء صفوفاً لعبادة الله. وقيل: هو من يصفّ من بني آدم في الصلوات والجهاد. والأول أرجح؛ لقوله -حكاية عن الملائكة- ﴿ وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (١٦٥) ﴾ [سورة الصافات: ١٦٥]. ((فالزاجرات زجراً)) هي الملائكة تزجر السحاب وغيرها... ((فالتاليات ذكراً)) هي الملائكة تتلو القرآن والذكر... "(١).
٣- المحلي: " ((والصافات صفاً)) الملائكة تصفّ نفوسها في العبادة، أو أجنحتها في الهواء تنتظر ما تؤمر به: ((فالزاجرات زجراً)) الملائكة تزجر السحاب أي تسوقه. ((فالتاليات)) أي قراءة القرآن يتلونه ((ذكراً)) مصدر من معنى التاليات "(٢).
(١) التسهيل لابن جزي (٣/٣٦٦).
(٢) تفسير الجلالين ص(٣٧٤).
(٢) تفسير الجلالين ص(٣٧٤).
٧- ما أجمع عليه جمهور أئمة التفسير من السلف مرجّح عنده على ما شذ عنهم.
٨- إن النظر في أقوال العلماء، ودراستها، ومقارنتها، بالنظر في أدلة كل قول ومدى قوته ورجحانه على غيره؛ هذا النوع من الدراسة ينمّي في الطالب ملكة مناقشة الآراء المختلفة وسبر أغوارها والحكم عليها.
... وفي الختام لا يسعني إلا أن أتقدم إلى الله - عز وجل - بالحمد والثناء على ما مَنّ به عليّ من إتمام كتابة هذا البحث، فلله - عز وجل - وحده الفضل والمنة، واسأله - عز وجل - أن يغفر لي ما فيه من خطأ وزلل، وأن يتقبل مني، ويجعل عملي خالصاً لوجهه الكريم.
وأختم بقول الشاعر:
كتبت وقد أيقنت لا شك أنني | ستفنى يدي يوماً ويبقى كتابيا |
وأيقنت أن الله سائلها غداً | فيا ليت شعري ما يكون جوابيا |
يا ناظر الخط فاستغفر لمن كتبا | فقد كفتك يداه النسخ والتعبا(١) |
(١) استفدت الأبيات المذكورة من كتاب: بلاد شنقيط، المنارة والرباط، للخليل النحوي، ص(٢٣٦)، ولم يحدد قائلي الأبيات.