دراسة ترجيحات الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في تفسيره أضواء البيان

١- ((فلا يستطيعون سبيلاً)): أي طريقاً إلى الحق والصواب والهدى(١).
٢- ((فلا يستطيعون سبيلاً)) فلا يجدون في أمرك حيلة يقدحوا في نبوتك(٢).
ترجيح الشنقيطي:
... قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي -رحمه الله-: " قوله تعالى: ((فلا يستطيعون سبيلاً)) فيه أقوال متقاربة، وأظهرها: أن معنى: فلا يستطيعون سبيلاً: أي طريقاً إلى الحق والصواب. ونفى الاستطاعة المذكورة هنا كقوله تعالى: ﴿ مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ ﴾ [سورة هود: ٢٠]، وقوله تعالى: ﴿ الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا (١٠١) ﴾ [سورة الكهف: ١٠١] "(٣).
الموافقون:
... اختار القول الذي ذهب إليه الشنقيطي عدد من أئمة التفسير؛ منهم:
١- الطبري " ((فلا يستطيعون)) يقول فلا يجدون سبيلاً إلى الحق إلا فيما بعثتك به ومن الوجه الذي ضلوا عنه "(٤).
٢- البغوي: " ((فضلوا)) عن الحق ((فلا يستطيعون سبيلاً)) إلى الهدى ومخرجاً عن الضلالة "(٥).
٣- النسفي: " ((فضلوا)) عن الحق ((فلا يستطيعون سبيلاً)) فلا يجدون طريقاً إليه "(٦).
٤- ابن عطية " أي: أخطئوا الطريق فلا يجدون سبيلاً لهداية، ولا يطيقونه لالتباسهم بضده من الضلال "(٧).
٥- ابن جزي: " ((فلا يستطيعون سبيلاً)) أي لا يقدرون على الوصول إلى الحق لبعدهم عنه وإفراط جهلهم "(٨).

٤- ابن عاشور: "... وافتتح ذكره بالويل له تعجيلاً لإنذاره وتهديد قبل ذكر حاله. و (ويل) كلمة دعاء بالشر(١)، وأصل الويل الشر وحلوله "(٢).
المخالفون:
... وهم من رجّح أن كلمة (ويل) تعني اسم وادٍ في جهنم:
١- الطبري: " ((ويل لكل أفاك أثيم)) يقول تعالى ذكره الوادي السائل من صديد أهل جهنم لكل كذاب ذي إثم بربه مفتر عليه يسمع آيات الله تتلى عليه يقول يسمع آيات كتاب الله تقرأ عليه ثم يصر على كفره وإثمه فيقيم عليه غير تائب منه ولا راجع عنه مستكبراً على ربه أن يذعن لأمره ونهيه... "(٣).
٢- القرطبي: " ((ويل)) وادٍ في جهنم. توعد من ترك الاستدلال بآياته. والأفاك: الكذاب. والإفك الكذب. ((أثيم)) أي مرتكب للإثم "(٤).
٣- البقاعي: "... ولما كان لا يبقى على الكفر نوع بقاء فضلاً عن الإصرار بعد هذا البيان إلاّ من يستحق النكال لمجاهرته بالعناد، قال على وجه الاستنتاج مهدداً: ((ويل)) أي مكان معروف في جهنم ((لكل أفاك)) أي مبالغ في صرف الحق عن وجهه ((أثيم)) أي مبالغ في اكتساب الإثم وهو الذنب، وعمل ما لا يحل مما يوجب العقاب "(٥).
٤- الشوكاني: " ((ويل لكل أفاك أثيم)) أي لكل كذاب كثير الإثم، مرتكب لما يوجبه، والويل: وادٍ في جهنم "(٦).
... ومن جمع القولين معاً تحت تفسيره لكلمة (ويل) فلم يجنح بعيداً، وأذكرهم ليُعرف قولهم:

الزهد، الإمام أبوعبدالله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني، دراسة وتحقيق: محمد السعيد بسيوني زغلول، الطبعة الثانية، ١٤٠٩هـ-١٩٨٨م، دار الكتاب العربي- بيروت.
السبعة في القراءات، ابن مجاهد، تحقيق: د. شوقي ضيف، الطبعة الثانية، دار المعارف - القاهرة.
سراج القارئ المبتدئ وتذكار المقرئ المنتهي، وهو شرح منظومة حرز الأماني ووجه التهاني، علي بن عثمان بن محمد القاصح البغدادي، راجعه فضيلة الشيخ: علي محمد الضباع، ١٤٠١هـ-١٩٨١م، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع.
سير أعلام النبلاء، الإمام شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، تحقيق: د. بشار عواد معروف، ود. محيي هلال السرحان، الطبعة الأولى، ١٤٠٥هـ-١٩٨٥م، مؤسسة الرسالة - بيروت.
سير أعلام النبلاء، شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، أشرف على تحقيق الكتاب: شعيب الأرناؤوط، الطبعة الأولى، ١٤٠٣هـ-١٩٨٣م، مؤسسة الرسالة - بيروت.
شرح الكوكب المنير، العلامة محمد بن أحمد بن عبدالعزيز الفتوحي المعروف بابن النجار (ت٩٧٢) تحقيق: الدكتور محمد الزحيلي، والدكتور: نزيه حماد، ١٤٠٠هـ-١٩٨٠م، دار الفكر بدمشق، من منشورات جامعة الملك عبدالعزيز.
شرح المعلقات السبع، أبوعبدالله الحسين الزوزني، الطبعة الثالثة، ١٩٧٩م، مكتبة المعارف - بيروت.
شرح ديوان الأعشى، تحقيق: كامل سليمان، الطبعة الأولى، دار الكتاب اللبناني - بيروت.
شرح ديوان زهير بن أبي سلمى، قدم له وعلق على حواشيه: سيف الدين الكاتب، وأحمد عصام الكاتب، ١٩٨٦م، دار مكتبة الحياة - بيروت.
شرح ديوان لبيد بن ربيعة العامري، حققه وقدم له: الدكتور إحسان عبدالقدوس، ١٩٦٢م، سلسلة التراث العربي تصدرها وزارة الإرشاد والأنباء - الكويت.
شرح شعلة على الشاطبية المسمى (كنز المعاني شرح حرز الأماني)، أبوعبدالله محمد بن أحمد بن الحسين الموصلي، الطبعة الأولى، طبع على نفقة الاتحاد العام لجماعة القراء.

---