دراسة ترجيحات الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في تفسيره أضواء البيان

٦- البقاعي: " ((فضلوا)) أي عن جميع طرق العدل وسائر أنحاء البيان بسبب ذلك فلم يجدوا قولاً يستقرون عليه وأبعدوا جداً. ((فلا يستطيعون)) في الحال ولا في المآل بسبب هذا الضلال ((سبيلاً)) أي سلوك سبيل من السبل الموصلة إلى ما يستحق أن يقصد. بل هم في مجاهل موحشة، وفيافي مهلكة "(١).
٧- سيد قطب: " ضلوا عن كل طريق للحق، وكل سبيل للهدى "(٢).
المخالفون:
... قلة من المفسرين اختاروا القول المخالف، منهم:
١- الفراء: " ((فلا يستطيعون سبيلاً)) يقول: لا يستطيعون في أمرك حيلة "(٣).
٢- الشوكاني: " ((فلا يستطيعون سبيلاً)) أي لا يجدون إلى القدح في نبوة هذا النبي - ﷺ - طريقاً من الطرق "(٤).
تعقيب الباحث:

١- ابن عطية: " (الويل) في كلام العرب: المصائب والحزن والهمّ والشِّدَّة من هذه المعاني، وهي لفظة تستعمل في الدعاء على الإنسان. ورُوي في بعض الآثار أن في جهنم وادياً اسمه: ويْل "(١).
٢- القنوجي: " (ويل) وادٍ في جهنم أو كلمة عذاب "(٢).
تعقيب الباحث:
... يظهر -والله أعلم صحة حمل لفظة (ويل) على المعنيين المذكورة عن المفسرين، فمن فسرها بأنها اسم وادٍ في جهنم استدل بما ورد عن النبي - ﷺ - من حديث، فقد روى الصحابي أبوسعيد الخدري عن رسول الله - ﷺ - أنه قال: " ويل وادٍ في جهنم، يهوي فيه الكافر أربعين خريفاً قبل أن يبلغ قعره "(٣).
ومن فسرها بأنها تعني دعاء بالهلاك والعذاب بنى تفسيره على ما هو معروف من معناها في لغة العرب(٤).
فلا مانع من حمل اللفظ في الآية على المعنيين. الله أعلم بالصواب.
- - -
المراد بقوله ﴿ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ ﴾
٧١- قوله تعالى: ﴿ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ ﴾ [سورة الأحقاف: ٩].
مجمل الأقوال الواردة في الآية:
١- أن المراد بالآية ما يكون في الدنيا، ثم فيه ثلاثة أوجه:

شرح مختصر الروضة، تأليف: نجم الدين أبي الربيع سليمان بن عبدالقوي بن سعيد الطوفي، تحقيق: د. عبدالله بن عبدالمحسن التركي، الطبعة الثانية ١٤١٩هـ - ١٩٩٨م، توزيع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد - المملكة العربية السعودية.
شرح مقدمة التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية فضيلة الشيخ: محمد بن صالح العثيمين، إعداد وتقديم: أ. د. عبدالله بن محمد بن أحمد الطيار، الطبعة الأولى ١٤١٥هـ-١٩٩٥م، دار الوطن - الرياض.
شعراء النصرانية قبل الإسلام، جمعه ونسقه: يونس شيخو، الطبعة الثالثة، ١٩٦٧م، دار المشرق - بيروت.
الشيخ عبدالله بن زاحم (١٣٠٠هـ-١٣٧٤هـ) وجهوده في عهد الملك عبدالعزيز، المؤلف: عبدالرحمن بن عبدالله بن عبدالوهاب بن زاحم، الطبعة الأولى، ١٤١٧هـ-١٩٩٦م.
صحيح مسلم بشرح النووي، المطبعة المصرية ومكتبتها.
صفوة البيان لمعاني القرآن، الشيخ: حسين محمد مخلوف - مفتي الديار المصرية وعضو جماعة كبار العلماء، الطبعة الثالثة، ١٤٠٧هـ-١٩٨٧م، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - الكويت.
الضوء اللامح لأهل القرن التاسع، شمس الدين محمد بن عبدالرحمن السخاوي، منشورات دار مكتبة الحياة - بيروت.
طبقات المفسرين، شمس الدين محمد بن علي بن أحمد الداوودي (ت: ٩٤٥)، تحقيق: علي محمد عمر، الطبعة الأولى، ١٣٩٢هـ-١٩٧٢م، مكتبة وهبة - ١٤ شارع الجمهورية بعابدين.
عقود الجمان في المعاني والبيان، جلال الدين عبدالرحمن بن أبي بكر السيوطي، الطبعة الثانية، ١٤٧٤هـ-١٩٥٥م، مطبعة البابي الحلبي - بمصر.
عقود الجمان من أضواء البيان، الجزء الأول، إعداد وتجميع: عبدالله بن محمد بابا الشنقيطي، الطبعة الأولى، عام ١٤١٣هـ، الناشر: دار روضة الصغير - الرياض.
علماء نجد خلال ثمانية قرون، عبدالله بن عبدالرحمن بن صالح آل بسام، الطبعة الثانية، ١٤١٩هـ، دار العاصمة - الرياض.

---