١- الكلام في الفقرة (أ) انتقد بعض المعاصرين شيخ الإسلام في قوله: «فإنه –أي ابن عطية- كثيرًا ما ينقل تفسير محمد بن جرير الطبري ثم إنه يدع ما نقله ابن جرير عن السلف لا يحكيه بحال، ويذكر ما يزعم أنه قول المحققين، وإنما يعني به طائفة من أهل الكلام... »، وقال المعترض: إن هذا ليس على إطلاقه فإن ابن عطية ينقل أحيانًا ما نقله ابن جرير عن السلف، والحقيقة أن الصواب مع شيخ الإسلام ابن تيمية، فإن ابن عطية في المواضع التي تحتاج إلى تقرير، ويكون مناط التقرير متعلق بأقوال السلف، فإن مسلك ابن عطية هو ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية، وبهذا يتجلى دقة كلام شيخ الإسلام في تقييمه لتفسير ابن عطية من غير هضم لحقه.
٢- بالغ بعض الفضلاء في ذم تفسير ابن عطية، واعتبروا أن ما في تفسيره من تقريرات في علم الكلام والعقائد أخطر من تقريرات الزمخشري الاعتزالية، وقد رد محققو تفسير ابن عطية هذا الكلام، والصواب ما ذهب إليه شيخ الإسلام.
٥- الثعلبي (١)
هو الإمام الحافظ المفسر، أبو إسحق أحمد بن محمد بن إبراهيم المتوفى سنة (٤٢٧). كان أحد أوعية العلم صادقًا موثقًا بصيرًا بالعربية طويل الباع بالوعظ. له كتابان في التفسير.
الأول «التفسير الكبير» وهو لا يزال مخطوطًا (٢).
والثاني كتاب «عرائس المجالس في قصص الأنبياء». وتفسير الثعلبي ليس في موضوعنا، ولكنا ذكرناه لتعلقه بتفسير الواحدي والبغوي، ولأن الكلام على تفسيره يشمل كتابه «عرائس المجالس».
كلام ابن تيمية في تفسير الثعلبي:
(أ) «منهاج السنة» (٧/٩٠):
«

(١) هناك تفسير مطبوع للثعالبي يشتبه دائمًا على طلبة العلم مع تفسير الثعلبي المخطوط.
(٢) اسم تفسيره «الكشف والبيان في تفسير القرآن»
، وفي الخزانات المخطوطة نسخ كثيرة منه.


الصفحة التالية
Icon