أما الصحابة - رضي الله عنهم - فقد سارعوا إلى تلقيه عن رسولهم - ﷺ -: كتابة وقراءة وحفظا، ثم تعليمه أزواجهم وأولادهم في البيوت، وكان يسمع لهم دوي كدوي النحل، حتى أنه - ﷺ - كان يمر على بعض دُور الأنصار فيقف عندها يستمع القرآن في غسق الدُّجَى..
فعن رسول الله - ﷺ - أنه قال: «إني لأعرف أصوات رفقة الأشعريين بالقرآن، حين يدخلون بالليل، وأعرف منازلهم من أصواتهم بالقرآن بالليل، وإن كنت لم أر منازلهم حين نزلوا بالنهار» (١).
ثم جد تعليم القرآن: حملا وتدوينا وتبليغا في أجيال التابعين، ومن بعدهم، حتى أن من يدخل في الإسلام كانوا يعلمونه القرآن وأحكام الدين قولا وعملا باللغة العربية، ولم يؤثر عنهم تعليم أو
_________
(١) رواه البخاري ومسلم (جامع الأصول: ٦ / ٢١٧).


الصفحة التالية
Icon