[ ١٠ ] إتمام الحج والعمرة
التحليل اللفظي
﴿ أُحْصِرْتُمْ ﴾ : الإحصار في اللغة معناه : المنع والحبس، يقال : حَصَره عن السفر وأحصره عنه إذا حبسه ومنعه قال الشاعر :
وما هجرُ ليلى أن تكون تَباعدت | عليك ولا أن أحصرتْكَ شُغُول |
قال الفراء : العرب تقول للذي يمنعه خوف أو مرض من الوصول إلى تمام حجه أو عمرته : قد أُحْصر، وفي الحبس إذا حبسه سلطان، أو قاهر مانع : قد حُصِر.
وقال الأزهري وأبو عبيدة : حًصر الرجل في الحبس، وأحصر في السفر من مرضٍ أو انقطاع به.
﴿ الهدي ﴾ : الهديُ ما يهدى إلى بيت الله من بدنة أو غيرها، وأصله هديٌّ مشدد فخفّف، جمع هديّة قاله ابن قتيبة، وقال القرطبي : وسميت هدياً لأن منها ما يهدى إلى بيت الله.
﴿ مَحِلَّهُ ﴾ : المحلّ بكسر الحاء الموضع الذي يحل به نحر الهدي وهو الحرم، أو مكان الإحصار.
﴿ نُسُكٍ ﴾ : النّسك : جمع نسيكة وهي الذبيحة ينسكها العبد لله تعالى وأصل النسك العبادة ومنه قوله تعالى :﴿ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا ﴾ [ البقرة : ١٢٨ ] أي متعبداتنا.
﴿ رَفَثَ ﴾ : الرفث : الإفحاش للمرأة بالكلام. وكل ما يتعلق بذكر الجماع ودواعيه، وأنشد أبو عبيدة :
وربّ أسراب حجيجٍ كظّم | عن اللغا ورفث التكلم |
﴿ جِدَالَ ﴾ : الجدال : الخصام والمراء، ويكثر عادة بين الرفقة والخدم في السفر.
﴿ الزاد ﴾ : ما يتزود به الإنسان من طعام وشراب لسفره، والمراد به التزود للآخرة بالأعمال الصالحة قال الأعشى :
إذا أنت لم ترحل بزادٍ من التُقى | ولاقيتَ بعد الموتِ من قد تزودّا ندمتَ على ألاّ تكون كمثله |
قال الراغب : فاض الماء إذا سال منصباً، والفيضُ : الماء الكثير، ويقال غيضٌ من فيض، أي قليل من كثير، وقوله تعالى :﴿ أَفَضْتُم مِّنْ عرفات ﴾ أي دفعتم منها بكثرة تشبيهاً بفيض الماء.
وقال الزمخشري : أفضتم : دفعتم بكثرة، وهو من إفاضة الماء وهو صبه بكثرة، وأصله أفضتم أنفسكم، فتُرك ذكرُ المفعول.
﴿ عرفات ﴾ : اسم علم للموقف الذي يقف فيه الحجاج، سميت تلك البقعة عرفات لأن الناس يتعارفون بها، وهي اسم في لفظ الجمع ( كأذرعات ) فلا تجمع.
قال الفراء : عرفات جمع لا واحد له، وقول الناس : نزلنا عرفة شبيهٌ بمولّد. وليس بعربي محض. وقوله ﷺ :« الحج عرفة »