[ ٧ ] صلاة الخوف
التحليل اللفظي
﴿ ضَرَبْتُمْ ﴾ : الضرب في الأرض السيرُ فيها قال تعالى :﴿ وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأرض ﴾ [ المزمل : ٢٠ ] أي سافرون.
﴿ تَقْصُرُواْ ﴾ : القصر النقصُ وهو يحتمل النقص من عددها، والنقص من صفتها وهيئتها.
قال الراغب : قصر الصلاة جعلها قصيرة بترك بعض أركانها ترخيصاً.
وقال أبو عبيد : فيها ثلاث لغات : قصَرتُ الصلاة، وقصّرتها، وأقْصَرتها ذكره القرطبي.
﴿ يَفْتِنَكُمُ ﴾ : الفتنة : الابتلاء والاختبار وتستعمل في الخير والشر قال تعالى :﴿ وَنَبْلُوكُم بالشر والخير فِتْنَةً ﴾ [ الأنبياء : ٣٥ ].
قال الراغب : والفتنة كالبلاء يستعملان في الشدة والرخاء وهما في الشدة أظهر.
﴿ عَدُوّاً مُّبِيناً ﴾ : أي أعداء ظاهري العداوة.
قال الطبرسي :« وإنما قال في الكافرين إنهم ( عدُوّ ) لأن لفظة فعول تقع على الواحد والجماعات ».
﴿ حِذْرَهُمْ ﴾ : الحِذْر بسكون الذال كالحَذر بفتحها معناه الاحتراز عن الشيء المخيف.
قال في « اللسان » : الحِذْر والحَذر الخيفة ومن خاف شيئاً اتقاه بالاحتراس من أسبابه.
قال الرازي : هما بمعنى واحد كالإِثْر والأثَر، والمِثْل والمَثَل، يقال : أخذ حذره إذا تيقظ واحترز من الخوف. والمعنى احذروا واحترزوا من العدو ولا تمكنوه من أنفسكم.
﴿ تَغْفُلُونَ ﴾ : الغفلة : سهوٌ يعتري الإنسان من قلة التحفظ والتيقظ، قاله الراغب.
﴿ جُنَاحٌ ﴾ : الجُناحُ : الإثم، وهو من جنحت إذا عدلت عن المكان وأخذت جانباً عن القصد.
﴿ قَضَيْتُمُ ﴾ : فرغتم وانتهيتم، وقيل : معناها أديتم قال تعالى :﴿ فَإِذَا قُضِيَتِ الصلاة ﴾ [ الجمعة : ١٠ ] أي أديت.
﴿ اطمأننتم ﴾ : أمنتم وأصله السكون يقال : اطمأن القلب أي سكن، والمراد إذا زال الخوف عنكم فأقيموا الصلاة على الحالة التي تعرفونها، ويصح أن يكون المراد بالاطمئنان الإقامة.
﴿ كتابا مَّوْقُوتاً ﴾ : أي فرضاً محدوداً بأوقات لا يجوز التقديم أو التأخير فيها، والتوقيت : التحديد بالوقت.
قال ابن قتيبة :« موقوتاً أي موقّتاً يقال : وقِّته الله عليهم ووقَته أي جعله لأوقات معلومة ومنه ﴿ وَإِذَا الرسل أُقِّتَتْ ﴾ [ المرسلات : ١١ ].
﴿ تَهِنُواْ ﴾ : تضعفوا وتتوانوا من الوهن بمعنى الضعف ﴿ قَالَ رَبِّ إِنَّي وَهَنَ العظم مِنِّي ﴾ [ مريم : ٤ ].
﴿ ابتغآء القوم ﴾ : أي في طلبهم، يقال : ابتغى القوم أي طلبهم بالحرب، والمراد بالقوم هنا الكفار.
﴿ تَأْلَمونَ ﴾ : الألم الوجع، وهو من الأعراض التي تصيب الإنسان. قال في »
الكشاف « : المعنى » ليس ما تكابدون من الألم بالجرح والقتل مختصاً بكم، إنما هو أمر مشترك بينكم وبينهم، يصيبهم كما يصيبكم، ثم إنهم يصبرون عليه فما لكم لا تصبرون مثل صبرهم مع أنكم أولى بالصبر منهم «.
﴿ وَتَرْجُونَ ﴾ : الرجاء معناه الأمل، قال الزجّاج : هو إجماع أهل اللغة الموثوق بعلمهم.
وقال الراغب : الرجاء ظنّ يقتضي حصول ما فيه مسرة، ويأتي بمعنى الخوف قال الشاعر :

إذا لسَعَتْه النَّحلُ لم يرجُ لسعها وحالفها في بيت نُوبٍ عوامل
﴿ خَصِيماً ﴾ : الخصيم بمعنى المخاصم أي المنازع والمدافع، والمعنى : لا تكن لأجل الخائنين مخاصماً للبريئين قاله الزمخشري.


الصفحة التالية
Icon