فقال له رسول الله ﷺ :« لعلك قبّلتَ أو غمزتَ أو نظرتَ » قال لا، فسأله رسول الله باللفظ الصريح الذي معناه ( الجماع ) فقال نعم، قال : حتى غاب ذلك منك في ذلك منها؟ قال : نعم، قال كما يغيب الميل في المكحلة والرشاة في البئر؟ قال : نعم فسأله النبي هل تدري ما الزنى؟ قال : نعم أتيت منها حراماً ما يأتي الرجل أهله حلالاً، قال : فما تريد بهذا القول : قال إني أريد أن تطهرني فأمر ﷺ به فرجم، فلما أحسّ مسّ الحجارة صرخ بالناس : يا قوم ردوني إلى رسول الله فإن قومي قتلوني وغرُّوني من نفسي وأخبروني أن رسول الله غير قاتلي، ولكن ضربوه حتى مات فذكروا فراره لرسول الله ﷺ فقال هلا تركتموه لعله أن يتوب فيتوب الله عليه وسمع الرسول بعض الصحابة يتكلم عنه ويقول : لقد رجم رجم الكلاب فغضب وقال « لقد تاب توبة لو قسمت بين أمة لوسعتهم » وفي رواية أخرى :« والذي نفسي بيده أنه الآن لفي أنهار الجنة ينغمس فيها ».
٢- قصة الغامدية :
وروى مسلم في « صحيحه » أن امرأة تسمى ( الغامدية ) جاءت إلى رسول الله ﷺ فقالت يا رسول الله ( إني زنيت فطهرني ) فردها ﷺ فلما كان من الغد قالت : يا رسول الله لم تردني؟ لعلك تردني كما رددت ماعزاً؟ فوالله إني حبلى، فقال : أما الآن فاذهبي حتى تلدي، فلما ولدت أتته بالصبي في خرقة، قالت هذا قد ولدته، قال : فاذهبي فارضعيه حتى تفطيمه، فلما فطمته أتته بالصبي في يده كسرة خبز، فقالت هذا يا نبي الله قد فطمته وقد أكل الطعام فدفع الصبيّ إلى رجل من المسلمين ثم أمر بها فحفر لها إلى صدرها وأمر الناس فرجموها، فنضح الدم على وجه ( خالد بن الوليد ) فسبها، فسمعه ﷺ فقال :« مهلا يا خالد فوالذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغُفِر له، ثم أمر بها فصلي عليها ودفنت ».


الصفحة التالية
Icon