.. } إلى قوله :﴿ والله غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ فقال أبو بكر رضي الله عنه : بل والله إني لأحب أن يغفر الله لي، فرجَّع إلى مسطح النفقة التي كان يجري عليه، وقال : والله لا أنزعها منه أبداً.
قالت عائشة : وكان رسول الله ﷺ سأل زينب بنت جحش عن أمري فقال :« يا زينب ما علمت وما رأيت » «؟ فقالت يا رسول الله : أحمي سمعي وبصري، والله ما علمت عليها إلا خيراً قالت : وهي التي كانت تساميني من أزواج النبي ﷺ فعصمها الله تعالى بالورع. قالت : فطفقت أختها ( حمنة ) تحارب لها، فهلكت فيمن هلك من أصحاب الإفك ».
قال ابن شهاب : فهذا ما انتهى إلينا من أمر هؤلاء الرهط.
« رواه البخاري ومسلم »
وهكذا يظهر لنا خطر النفاق والمنافقين، وتآمرهم على الإسلام، وكيدهم لصاحب الرسالة محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه، حيث استهدفوا عرضه وكرامته، وأرادوا أن يلوّثوا سمعته الطاهرة، بالطعن في عفاف زوجه الصدّيقة عائشة رضي الله عنها... ولكنّ الله جلّ ثناؤه كشف خبثهم وتآمرهم، وبرّأ أم المؤمنين من ذلك البهتان العظيم، وجعل ذلك درساً للأجيال وعبرة لأولي البصائر، وعنوان مجد وفخار لزوجاته الطاهرات، ودليل طهر ونزاهة لبيت النبوة الكريم ﴿ أولئك مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴾.
ما ترشد إليه الآيات الكريمة
١- وصفُ المرء بالتقى والصلاح جائز إذا لم يدع ذلك إلى العُجب والخيلاء.
٢- إذا حلف الإنسان على ترك فعل الخير فليكفّر عن يمينه وليفعل الخير.
٣- الصفح والعفو عمن أساء من مظاهر الكمال ودلائل الإيمان.
٤- قذف العفائف المحصنات من الكبائر التي توجب سخط الله وغضبه.
٥- الجوارح والحواس تشهد على الإنسان يوم القيامة بما عمل في الدنيا.
٦- الجزاء العادل يلقاه المرء يوم القيامة على ما اقترف من سيِّئ الأعمال.
٧- اتهام زوجات الرسول الطاهرات إيذاء لرسول الله ﷺ وعدوان على الدين نفسه.
٨- براءة أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها مما نسب إليها أهل الإفك والبهتان.
٩- بيت النبوة بيت الطهر والعفة فلا يتصور أن تخرج منه رائحة الخنا أو الفجور.
١٠- السُنّة الإلهية قضت بالامتزاج الروحي فالنساء الخبيثات للرجال الخبيثين والعكس بالعكس.


الصفحة التالية
Icon