أ - فقال بعضهم : الاعتكاف خاصٌ بالمساجد الثلاثة ( المسجد الحرام، والمسجد النبوي، والمسجد الأقصى ) وهي مساجد الأنبياء عليهم السلام، واستدلوا بحديث :« لا تشد الرحال إلاّ إلى ثلاثة مساجد.. » الحديث وهذا قول سعيد بن المسيّب.
٢ - وقال بعضهم : لا اعتكاف إلا في مسجد تجمع فيه الجماعة، وهو قول ابن مسعود وبه أخذ الإمام مالك رحمه الله في أحد قوليه.
٣ - وقال الجمهور : يجوز الاعتكاف في كل مسجد من المساجد لعموم قوله تعالى :﴿ وَأَنْتُمْ عاكفون فِي المساجد ﴾ وهو الصحيح لأن الآية لم تعيّن مسجداً مخصوصاً فيبقى اللفظ على عمومه.
قال أبو بكر الجصاص :« حصل اتفاق جميع السلف أنّ من شرط الاعتكاف أن يكون في المسجد، على اختلاف منهم في عموم المساجد وخصوصها، وظاهر قوله تعالى :﴿ وَأَنْتُمْ عاكفون فِي المساجد ﴾ يبيح الاعتكاف في سائر المساجد لعموم اللفظ، ومن اقتصر به على بعضها فعليه بإقامة الدليل، وتخصيصه بمساجد الجماعات لا دلالة عليه، كما أن تخصيص من خصّه بمساجد الأنبياء لمّا لم يكن عليه دليل سقط اعتباره ».
وأما المرأة فيجوز لها أن تعتكف في بيتها لعدم دخولها في النص السابق :
الحكم الخامس عشر : ما هي مدة الاعتكاف وهل يشترط فيه الصيام؟
اختلف الفقهاء في المدة التي تلزم في الاعتكاف على أقوال :
أ - قلة يوم وليلة، وهو مذهب الأحناف.
ب - أقله عشرة أيام، وهو أحد قولي الإمام مالك.
ج - أقله لحظة ولا حدّ لأكثره وهو مذهب الشافعي.
ويجوز عند الشافعي وأحمد ( في أحد قوليه ) الاعتكاف بغير صوم.
وقال الجمهور ( أبو حنيفة ومالك وأحمد ) في القول الآخر : لا يصح الاعتكاف إلا بصوم. واحتجوا بما روته عائشة أن النبي ﷺ قال :« لا اعتكاف إلا بصيام ».
وحديث « اعتكف وصم » وقالوا : إن الله ذكر الاعتكاف مع الصيام في قوله :﴿ وَكُلُواْ واشربوا ﴾ إلى قوله :﴿ وَأَنْتُمْ عاكفون فِي المساجد ﴾ فدل على أنه لا اعتكاف إلا بصيام.
قال الإمام الفخر :« يجوز الاعتكاف بغير صوم، والأفضل أن يصوم معه وهو مذهب الشافعي، وقال أبو حنيفة : لا يجوز إلا بالصوم.
حجةُ الشافعي رضي الله عنه هذه الآية، لأنه بغير الصوم عاكف، والله تعالى منع العاكف من مباشرة المرأة »
.
أقول : المشهور عند فقهاء الأحناف أنهم قسموا الاعتكاف إلى ثلاثة أقسام :
١- مندوب : وهو يتحقق بمجرد النيّة ويكفي فيه ولو ساعة.
٢ - وسنة وهو في العشر الأواخر في رمضان.
٣ - وواجب : وهو المنذور ولا بدّ فيه من الصوم.
والأدلة بالتفصيل تطلب من كتب الفروع.
ما ترشد إليه الآيات الكريمة
١ - الصيام شريعة الله لجميع الأمم فرضه الله على جميع المسلمين.


الصفحة التالية
Icon