وسماه بعضهم التفاتا، وهو أن تدرج في الكلام ما يتم الغرض دونه، أو هو الإتيان بجملة أو أكثر لا محل لها من الإعراب في أثناء كلام أو كلامين اتصلا معنى.
والمقصود به تحقيق ما اعترض فيه أو تكميل معنى تعلق به، كقوله تعالى: ﴿ وَيَجْعَلُونَ لِلّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُم مَّا يَشْتَهُونَ ﴾ فقوله ﴿ سبحانه ﴾ اعتراض لتنزيه الله سبحانه وتعالى عن البنات والشناعة على جاعليها.
٩- اللف والنشر:
وهو أن يذكر متعدد ثم يذكر ما لكل من أفراده شائعا من غير تعيين اعتمادا على تصرف السامع في تمييز ما لكل واحد منها ورده إلى ما هو له، وهو نوعان:
أ اللف والنشر المرتب: وهو أن يكون النشر على ترتيب اللف كقوله تعالى: ﴿ وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ ﴾ فقد جمع الليل والنهار ثم ذكر السكون لليل وابتغاء الرزق للنهار على الترتيب.
ب اللف والنشر غير المرتب كقوله تعالى: ﴿ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ﴾ ذكر ابتغاء الفضل للثاني وعلم الحساب للأول على خلاف الترتيب.
١٠- التفسير:
وهو أن يذكر متعدد ثم يعاد ذكر كل واحد مع ماله. كقوله تعالى: ﴿ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ{١٠٥﴾ } فذكر متعددا وهو: (شقي وسعيد) ثم أعاد الأول وحاله ﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ ﴾ ثم أعاد الثاني وحاله ﴿ وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ ﴾ ومثله قوله تعالى: ﴿ كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ{٤﴾ فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ﴿٥﴾ وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ﴿٦﴾ }


الصفحة التالية
Icon