١- تصريحية: وهي ما صرح فيها بلفظ المشبه به، كقوله تعالى: ﴿ لتخرج الناس من الظلمات إلى النور ﴾ فيقصد بالظلمات الضلال لتشابههما في عدم اهتداء صاحبهما، وبالنور الإيمان لتشابههما في اهتداء صاحبيهما، وكقوله تعالى: ﴿ وأنزلنا إليكم نورا مبينا ﴾ و ﴿ اهدنا الصراط المستقيم ﴾ أي الدين الحق لتشابههما في أن كلا يوصل إلى المطلوب.
٢- مكنية: وهي ما حذف فيها المشبه به ورمز له بشيء من لوازمه.
كقوله تعالى: ﴿ واشتعل الرأس شيبا ﴾ طوى ذكر المشبه به وهو النار ودل عليه بلازمه وهو الاشتعال
وقوله تعالى: ﴿ فأذاقها الله ﴾ شبه ما يدرك من أثر الضرر والألم بما يدرك من طعم المر فأوقع عليه الإذاقة.
وقوله تعالى: ﴿ جدارا يريد أن ينقض ﴾ شبه ميلانه للسقوط بانحراف الحي فأثبت له الإرادة التي هي من خواص العقلاء.
هـ- الاستعارة التمثيلية (المجاز المركب):
وهي: تركيب لغير ما وضع له لعلاقة المشابهة مع قرينة مانعة من إرادة معناه الأصلي.
أو هي: أن يكون وجه الشبه فيها منتزعا من متعدد.
كقولك للرَّجل يتردَّد في الشّيءِ بين فعلهِ وتركه :"أراكَ تقدَّم رِجلاً وتؤخَّرُ أُخرى" فالأصل في هذا :"أراك في تردُّدكَ كمنْ يقدم رجلاً ويؤخّر أخرى" –وهو هنا تشبيه لا مجاز لتصريحك بأداة التشبيه- ثم اختُصر الكلام وجُعل كأنه يقدّم الرَّجْلَ ويؤخّرها على الحقيقة كما كان الأصلُ في قولك :"رأيتُ أسداً" :" رأيت رجلاً كالأسد " ثم جُعل كأنّه الأسد على الحقيقة.
وكذلك تقولُ للرجل يعملُ غيرَ مُعْمل :" أراك تنفخُ في غير فحم".
ومثاله في القرآن قوله تعالى: ﴿ واعتصموا بحبل الله جميعا ﴾ شبه استظهار العبد بالله ووثوقه بحمايته والنجاة من المكارة باستمساك الواقع في مهواة بحبل وثيق مدلى من مكان مرتفع يأمن انقطاعه.


الصفحة التالية
Icon