١. أنها تربط الجملة الثانية بالأولى، وبسببها يحصل التأليف بين الجملتين، فإن أسقطتها اختل الكلام كقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ﴾ ﴿ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾
٢. لضمير الشأن في الجملة الشرطية وغيرها مع (إنّ) من الحسن ما لا تراه إذا هي لم تدخل عليه، فمن فوائدها تحسين ضمير الشان معها إذا فسر بالجملة الشرطية مالا يحسن بدونها كقوله تعالى: ﴿ إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ وقوله تعالى: ﴿ فإنّها لا تَعمَى الأبصَار ﴾ فلا يقال: هو من يتق ويصبر، هي لا تعمى الأبصار، كما أنه ليس إعلامُك الشيء بَغتةً مثلَ إعلامِك له بعدَ التَّنبيهِ عليه والتَّقدمةِ له لأنَّ ذلك يَجري مجرى تكريرِ الإِعلام في التأكيد والإِحكام ومن هاهُنا قالوا : إنَّ الشيءَ إذا أضمر ثمَّ فُسر كان ذلك أفخمَ له من أن يُذكرَ من غيرِ تقدم إضمار ويَدل عليه أنّا نعلم ضرورة في قوله تعالى :( فَإِنها لاَ تعمى الأَبصارُ ) فخامة وشرفا وروعة لا نجد منها شيئاً في قولنا : فإِنَّ الأبصارَ لا تَعمى.
٣. تهيء النكرة للحديث عنها كقول الشاعر:
إن شواء ونشوة... وخبب البازل الأمون
ولو حذفت (إن) وقلت: شواء ونشوة لم يكن كلاما.
هذا وتختلف أساليب الخبر باختلاف أحوال المخاطب الذي يعتريه ثلاث أحوال:
١- أن يكون المخاطب خالي الذهن من الخبر غير متردد فيه، ولا منكر له فيساق الخبر دون تأكيد لعدم الحاجة إليه كقوله تعالى: ﴿ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ ويسمى هذا النوع ابتدائيا.
٢- أن يكون المخاطب مترددا في الخبر فيحسن تأكيد الكلام تقوية للحكم فيزول التردد نحو: ﴿ إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ ﴾ ويسمى هذا النوع طلبيا.