ثم أتاني الداعي لأجبته» ولهذا قال الله تعالى: ٦٤٨٣١; وكلا نقص عليك من
أنباء الرسل ما نثبت به فؤاد وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين٦٤٨٣٠;
٦٤٨٣١; وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك٦٤٨٣٠; فهذا التثبيت هو من
حكمة تنزيل قصص الأنبياء السابقين، ٦٤٨٣١; ما نثبت به فؤادك٦٤٨٣٠; ولهذا قال ابن
المبارك رحمه الله: قصص الصالحين جند من جنود الله، يثبت الله بها قلوب
عباده، ومصداق ذلك من القرآن قول الله تعالى: ٦٤٨٣١; وكلا نقص عليك من أنباء
الرسل ما نثبت به فؤادك٦٤٨٣٠; والحكمة الثانية هي قوله: ٦٤٨٣١; ورتلناه ترتيلا٦٤٨٣٠; أي
خصه الله تعالى بما يتعلق بحفظه، فإن الله تعالى تولى حفظه بنفسه ولم
يكله إلى الناس، بخلاف غيره من الكتب فإن الله وكل حفظها إلى الذين
أنزلت إليهم، فهم الذين ائتمنوا على حفظ تلك الكتب فضيعوها وبدلوها
وحرفوها، ولهذا قال الله تعالى: ٦٤٨٣١; إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له
لحافظون٦٤٨٣٠; وقال تعالى: ٦٤٨٣١; لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل
من حكيم حميد٦٤٨٣٠; وقال تعالى: ٦٤٨٣١; وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا
إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته٦٤٨٣٠; إذا تمنى إذا تلا و قرأ ٦٤٨٣١; ألقى
الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته
والله عليم حكيم، ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض
والقاسية قلوبهم وإن الظالمين لفي شقاق بعيد، وليعلم الذين أوتوا العلم
أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم، وإن الله لهاد الذين
آمنوا إلى صراط مستقيم٦٤٨٣٠; والحكمة الثالثة هي قوله: ولا يأتونك بمثل إلا
جئناك بالحق وأحسن تفسيرا لا يأتون بمثل أي بحجة إلا جئناك بالحق ببيان
الرد على تلك الحجة والشبهة ولهذا فإن أول ما جاء به أهل الكتاب من
المجادلة ما حصل بمكة عندما أرسل اليهود إلى المشركين بمكة يقولون: