الكعبين&#٦٤٨٣٠; وأرجلِكم بالجر هذه قراءة ابن كثير، وهي تقتضي المسح على
الرجلين كالمسح على الرأس فيكون الوضوء غسلتين ومسحتين فالغسلتان
لليدين والوجه والمسحتان للرأس والرجلين، لكن إذا استشكلت هذا قرأت
بقراءة الجمهور فقلت: &#٦٤٨٣١; وأرجلَكم إلى الكعبين&#٦٤٨٣٠; فزال عنك الإشكال،
فالقراءات بعضها يفسر بعضا ويبينه، وعلى هذا احتيج إلى أن يكون المصحف
جامعا لهذه القراءات فوفق الله أصحاب محمد r فجمعوا القرآن في مصحف
واحد وكتبوه بخط يمكن أن تؤخذ منه جميع القراءات، الخط الذي رسموه به
ليس فيه نقط ولا شكل، ولم يكن النقط والشكل معروفا لدى العرب من قبل،
وكتبوه بهيئة يمكن أن يقرأ منها جميع القراءات، فإذا قرأت مثلا:
&#٦٤٨٣١; وجعلوا الملائكة الذين هم عند الرحمن إناثا&#٦٤٨٣٠; وقرأت بالقراءة الأخرى:
&#٦٤٨٣١; وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا&#٦٤٨٣٠; تجد الخط قابلا للأمرين،
ومثل ذلك: &#٦٤٨٣١; مالك يوم الدين&#٦٤٨٣٠;&#٦٤٨٣١; ملك يوم الدين&#٦٤٨٣٠; فالألف أسقطها الصحابة
فكانت تقرأ بالوجهين، ومثل ذلك: &#٦٤٨٣١; وما يخدعون إلا أنفسهم&#٦٤٨٣٠; &#٦٤٨٣١; وما يخادعون
إلا أنفسهم&#٦٤٨٣٠; أسقط الصحابة الألف فكانت تقرأ بالوجهين، وهكذا ما سنذكره
من كلمت وكلمات، &#٦٤٨٣١; وتمت كلمة ربك&#٦٤٨٣٠; &#٦٤٨٣١; وتمت كلمات ربك&#٦٤٨٣٠; قراءتان سبعيتان
فكتبها الصحابة بالتاء وحذفوا الألف، فكانت قابلة للقراءة بالوجهين،
وهكذا في كل موضع من القرآن كتبوه بوجه يمكن أن تقرأ منه كل القراءات،
فكان هذا من إعجاز هذا القرآن، ومثله أيضا إعجازه في النطق، فإن النطق
به معجز، فبمجرد السماع يتأثر الإنسان تأثرا بالغا، فهذا السماع لقراءة
القرآن هو مؤثر حتى في الجمادات والبهائم، ولذلك فإن الفضيل بن عياض
كان في الحج فجيء بجمل صعب أتعب الناس فقال: قربوه إلي فقرأ في أذنه:
&#٦٤٨٣١; أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها


الصفحة التالية
Icon