مضافة إلى المعرفة، والنكرة إذا أضيفت إلى المعرفة تعم، ونظير هذا في
قول الله تعالى: ﴿فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة
بعد ذلك ظهير﴾ صالح المؤمنين كتبت في المصحف بدون واو، فهي محتملة
لوجهين إما أن يكون معناها صالحو المؤمنين جمع صالح، ويمكن أن يكون
مفردا صالح المؤمنين وإضافته إلى المعرفة تجعله عاما، أو يقصد به مفرد
وهو عمر بن الخطاب، فكل ذلك محتمل عند أهل التفسير، لقارئ القران تقدمه
أبياتها قاف وزاي في العدد يقول إن عدد أبياتها ١٠٧ أبيات، فالقاف
مائة، والزاي سبعة، في العدد وذلك عند هذا البيت فبهذا البيت تم ١٠٧
أبيات، ثم كمل البيت من يحسن التجويد يظفر بالرشد، أي من أحسن تجويد
القرآن يظفر بالرشد فيكون رشيدا لأنه قد اختار لنفسه ما هو خير، ومعنى
ذلك في مقابله أن من لم يفعل فهو سفيه، والحمد لله له ختام أي كما
ابتدأ هذا النظم بالحمد لله تعالى ختمه أيضا به، فيقول: الحمد لله ختام
له، فالحمد لله مبتدأ وختام مبتدأ وخبره له، والجملة خبر المبتدإ
السابق، والحمد لله له ختام، ثم الصلاة بعد والسلام ثم بعد الحمد
الصلاة والسلام على النبي المصطفى وآله، أي من تمام ختامه والختام هو
القفل الذي يجعل على الشيء فيمنع فتحه، وقد كان العرب يتخذونه من الطين
فيضعونه على القارورة فيمنع ذلك فتحها إلا إذا كسرت طينتها، وكسر
الختام هو الذي يسمى فضا في لغة العرب ومنه قول النابغة:
إذا فضت خواتمه علاه** يبيس القمحان من المدام
في وصف قنينة خمر وضع عليها ختامها من الطين مدة طويلة، فلذلك قال:
أتاركة تدللها قطام** وضنا بالتحية والسلام
فإن كان الدلال فلا تَلَجِّي** وإن كان الوداع فبالسلام
فلو كانت غداة البين مَنَّتْ** وقد رفعوا الخدور على الخيام
صفحت بنظرة فرأيت منها** تُحَيْتَ الخدر واضعة القرام
ترائب يستضيء الحلي فيها** كجمر النار بُذِّرَ بالظلام
كأن الشزر والياقوت منها** على جيداء فاترة البغام