لغة العرب، كناشئة الليل، وكالاستبرق وكالأسماء العجمية في القرآن
كإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب، فلفظها في العربية غير لفظها في
اللغة الأعجمية، لو نطقت بها بالعبرية لاختلف اللفظ، فكل ذلك عربي،
"بأفصح اللغات " واللغة فيها ما هو فصيح وما هو غير فصيح، فالفصيح
منها ما كان موافقا للسجية السليمة، وما كان موافقا للاستعمال المشهور،
وما سوى ذلك فهو غير فصيح، "محرري التجويد " حال مقدرة أي حال كونهم
يحررون التجويد بعد تعلمهم له، والتحرير التليين وهو مشتق من الحرير
وهو ألين اللباس، محرر التجويد المقصود به هنا جزؤه وهو من إطلاق اللفظ
وإرادة بعض معناه، كإطلاق الرقبة على الإنسان كاملا، تحرير رقبة أي
تحرير إنسان، فإطلاق الرقبة يقصد به الكل لا البعض وإن كان اللفظ في
الأصل للبعض، والتجويد هنا لا يقصد به هذا العلم بكامله بل المقصود ما
يتعلق بالمخارج والصفات فقط، ولذلك عطف عليه قوله: "والمواقف " وهي
مواضع الوقف في القرآن، المكان الذي تقف فيه أي تقطع الصوت، وقطع الصوت
ينقسم إلى قسمين، إلى سكوت ووقف، فالسكوت ما لا نفس فيه، والوقف ما
فيه نفس، والسكوت في القرآن في وقت القراءة منه ما يكون من الفرش
كالسكتات الأربع لحفص أو الخمس، وهي السكوت على ألف &#٦٤٨٣١; عوجا&#٦٤٨٣٠; في سورة
الكهف، &#٦٤٨٣١; ومن مرقدنا&#٦٤٨٣٠; وماليه هلك، وكذلك &#٦٤٨٣١; من راق&#٦٤٨٣٠; وكذلك ما كان منها من
القواعد أي من الأصول، ما كان من الأصول كالوقف على أل وعلى اللام
الصحيحة لخلاد في مواضعه في القرآن، ولذلك قال: "وما الذي رسم في
المصاحف من كل مقطوع وموصول بها " أي لا بد أن يتعلموا كذلك قبل التلفظ
بالقرآن ما الذي رسم في المصاحف وهي جمع مصحف وهو الكتاب الذي فيه
القرآن وميمه مثلثة فيقال فيه المَصحف والمِصحف والمُصحف، فلذلك
المصاحف مشتقة من الصحف لأنها مكان الصحف، فهي جمع مصحف وهو مكان جمع


الصفحة التالية
Icon